كتب (قافلة النشر)

كتب

كتب عربية

zawbaaزوبعة في فنجان:
تأمّلات في العلاقات الإنسانية والذكاء العاطفي
تأليف: سعود بن سعد
الناشر: الآن ناشرون وموزعون (2014)

يشير عنوان هذا الكتاب إلى أن معظم المشكلات التي تواجه الإنسان في حياته يكون حلّها سهلاً لو أنّه منح نفسه فرصة للتأمّل والتفكير بهدوء وعقلانية، تماماً مثل البخار الذي يتصاعد من الفنجان ويزول بسرعة ولا يترك أثراً. وعلى الرغم من ذلك، يصرّ عديد من الناس على تضخيم الأمور الصغيرة وإعطائها حجماً أكبر بكثير مما هي عليه في الواقع، مما يتسبب في حدوث أزمات كبيرة وحادة، تبدأ بالتشابك والتضخّم حتّى يصبح حلّها بعيد المنال.
ويؤكّد الكاتب على أهمّية اتباع أساليب معيّنة يمكنها أن تحقّق التوازن الداخلي والتصالح مع الذات، والانفتاح على المحيط الخارجي عبر تحقيق القبول الاجتماعي. فيركّز على أهمّية تأسيس علاقات اجتماعية مستقرّة وحياة أسريّة تنعم بالرفاه والاستقرار بوصف الأسرة الأساس الأوّل لبناء المجتمع وتحقيق الاستقرار للفرد في حياته.
ويتطرق الكتاب إلى قيمة الذكاء العاطفي بوصفه الاستخدام الذكي للمشاعر. إذ يمكن للإنسان أن يتحكّم بعواطفه لما فيه مصلحته ومصلحة الآخرين في محيطه، فيعمل بذلك على ترشيد سلوكه ونمط تفكيره بطرق متعدّدة تجعل شخصيّته مؤثّرة وبنّاءة.
ويستعرض الكتاب جملة من الفوائد التي تتحقّق من خلال التأمّل والذكاء العاطفي، ومنها تعرّف الإنسان إلى نفسه ودواخله، وتلمّس مواقع الضعف فيها لتجنّبها، ومواضع القوّة لتنميتها.

 

نظريات الفن
تأليف: آن كوكولان
ترجمة: د. محمد محمود
الناشر: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع (2013)

يتساءل آن كوكولان في كتابه «نظريات الفن» عما إذا كان باستطاعة الإنسان أن يقف لامبالياً إزاء أي أثر فني حقيقي. وأنّ أولئك الذين يظنون أنّه يكفي استيحاء الأثر الفني أو استلهامه، هم بحاجة أحياناً إلى معرفة مبادئه وأصوله وقواعده معاً، على نحو يغذِّي قدرتهم على الاستلهام والاستيحاء.
ولأن الفنون، والنظريات الفنية المتصلة بها وسبل تذوقها ترتبط في الأساس بالتربية الفنية داخل المؤسسات الإعلامية المختلفة، بالإضافة إلى الثقافة المكتسبة من الأطر الأسرية والعائلية والاجتماعية وهذا كله، حسب الكاتب، منقطع الصلة، لذلك هناك حاجة أساسية للتعرّف على النظريات الفنية المختلفة. فهو يتناول، نظريات التأسيس فيعرض للنظريات الحاضنة مع أفلاطون وهيغل وأساتذة المدرسة الرومنطيقية كهالة عظيمة أحاطت بالفن، وكذلك مع نيتشه وشوبنهاور اللذين وجدا في الفن حياة عظمى، ويقول إنّ هذه المؤسسات الحاضنة ترسم مجموعة محدّدة يحقق فيها الفن ذاته ولا وجود له خارجها.
وفي القسم الثاني من بحثه يدرس آن كوكولان النظريات المواكبة للفن. وذلك من خلال التنظيرات الثانوية عبر المحورين الأساسيين: المحور الهيرومينوطيقي التأويلي، والمحور العلامي/ السينمائي.
أمّا في القسم الأخير من كتابه فهو يتحدث عن التنظير العملي أو النقد الفني، وعمل المؤرخين الفنيين والسينمائيين الذين يعدّون الفن نشاطاً إجمالياً كاملاً متكاملاً.

 

حاضر اللغة العربية
تأليف: الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري
الناشر: المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (2014)

يقول المؤلف في مقدّمة كتابه: «لقد علّمنا تاريخ الأمم والشعوب الثقافي والحضاري، أن في ازدهار اللغة ازدهاراً للحياة العقلية والثقافية، وتقدّماً في مضمار العلوم والفنون والآداب، وأنّ في قوة اللغة قوة للأمة الناطقة بها، وإنّ اللغة تكتسب قوتها من إبداع أهلها بها، ومن تفوقهم في هذا الإبداع الذي يشمل نواحي الحياة العامة، وعكس ذلك يكون ضعف اللغة ضعفاً للأمة الناطقة بها ويسري هذا الضعف على مفاصل المجتمع كله، وإلى مرافق الحياة جميعها فيكون التراجع الذي قد يؤدي إلى العجز الثقافي والحضاري وجمود الحياة، ولقد جرى ذلك على اللغة العربية».
وبعد التراجع والضعف الذي شهدته اللغة العربية يقدّم هذا الكتاب القيّم حلولاً لمشكلات عويصة تعانيها لغة الضاد في هذه الفترة المتأخرة من تاريخ العالم العربي والأمة الإسلامية. يتضمن الكتاب كثيراً من الآراء العلمية والطروحات الثقافية العالية التي تمثّل روح المسؤولية لدى العلماء والأدباء الذين طرحوا هذه الحلول العملية.

 

تشييد المنازل
تأليف: مايك رايلي وليون كوتغريف
ترجمة: محمد عباس
الناشر: المنظمة العربية للترجمة (2014)

يوفِّر كتاب «تشييد المنزل» تقدماً منطقياً وتطوّراً في المعرفة من المبادئ الأولى لتقنية التشييد إلى المفاهيم الأكثر تقدّماً. ويقدّم مقاربة واقعية مختلفة لموضوع تقنية تشييد المنزل فيوفِّر مرجعاً تعليمياً لطلاب التشييد والمواضيع المتعلقة بالممتلكات وقوانين البناء وتشريعات أخرى. وهو يغني عن كتب كثيرة في مجاله ويشكّل وسيلة للتعلّم المستمر.
يعود أصل المسكن إلى الكهف أولاً، ثمّ إلى أبسط شكل للمبنى أنشأه الناس لحمايتهم من الظروف البيئية القاسية. ووظيفة المساكن التي أصبحت الآن أكثر تطوّراً ما زالت جوهرياً كما كانت وقتئذٍ، وإنما مع تطوّر المباني، أصبح دور خدمات المبنى مثل التحكم بالحرارة والإضاءة والتهوية أكثر أهمية.
سعى الناس عبر العصور إلى تعديل البيئة التي يعيشون فيها والتحكم بها… ومع تطوّر الحضارة أصبحت طبيعة المأوى أكثر تشذيباً وتعقيداً، مع أخذ الطبيعة الجغرافية ونوعية التربة ومواد البناء المتوافرة والمناخ في الحسبان، لذلك تطوّرت في المناطق أنماط مبانٍ مميزة، وتم تكييف صيغة البناء لتلبي المتطلبات الوظيفية باستخدام المواد والتقنيات المتاحة. ولما تطوّرت عمليات نقل مواد البناء عبر المسافات الطويلة تراجع البنيان في المناطق وصار ممكناً استخدام مواد من مناطق واسعة في المباني الحديثة لتلبي المتطلبات الوظيفية بأفضل طريقة فاعلة وتكاليف قليلة.

 

هكذا تكلمت الأغاني
تأليف: د. نجوى قصاب حسن
الناشر: دبي للثقافة (2014)

يُعد هذا الكتاب من الأعمال النادرة على المستوى العربي والرائدة في مجال البحث حول موضوع الأغنية ودلالاتها.
تقدِّم الباحثة نجوى قصاب حسن دراسة وصفية تحليلية نقدية لمضامين كلمات الأغاني التي انتشرت خلال نحو 100 سنة، وشكَّلت في مجموعها إطاراً فكرياً ثقافياً ومنحى جديداً لمسار التأليف ولأشعار الأغاني وأدبياتها التي يتجدّد حضورها وتتكرر ملامحها عبر العقود المتتالية إلى وقتنا الحاضر، من خلال جمع 2800 أغنية وقراءتها. والأغاني اختارتها حسن بدقة من ست دول عربية هي سوريا ولبنان والعراق ومصر وفلسطين والأردن، وهي في مجملها أغنيات دارجة وشائعة من تلك الدول منذ بداية القرن العشرين وحتى عام 2012. تقول حسن: «كون الأغاني هي الحامل الحقيقي للمشاعر والمتنفس المعبّر عن لواعج النفس، فإنها تحرّر مكنونات العواطف وتختصر ألوان طيفها لتشكِّل سجالاً حافلاً بتفاصيل الحالة العاطفية، ثمّ تطلقها بعد ذلك في الأثير، كي تكون نفحات جمال وإبداعات تتلقاها الآذان والقلوب وتتبناها وتردّدها وتعيش معانيها على مدى السنين. تمّ تصنيف المشاعر التي تمّ التعبير عنها في أغاني العينة المدروسة وبيان تكرارها لتكون مؤشرات دالة على صور الحُب وحالاته المعيشة، كما تمّ التوسّع في توصيف عالم الحُب والتعريف به وبأحواله وبما كتب عنه في التراث والشعر والإنتاج الأدبي والفكري كمدخل أو خلفية ثقافية مهّدت لقراءة محتوى الأغاني من منظار تاريخي وسوسيولوجي».
تؤمن قصاب بأنّ المعرفة هي في ذاتها الغاية الأسمى والثروة الأغلى لكلّ باحث وفنان يسعى إلى الإسهام في بناء مجتمع عربي أرقى وأكثر تحرّراً واستنارة.

 

تماس− حياة أخرى
تاليف: سمير عبد الفتاح
الناشر: مركز عبادي للدراسات والنشر (2014)

رواية «تماس-حياة أخرى» من تأليف الروائي اليمني سمير عبدالفتاح وهي ذات طابع فلسفي تقع في 200 صفحة، وتناقش علاقة الفرد بالجماعة وتثير موضوع عبثية الحياة والموت. تجري أحداث الرواية في غالب أجزائها عند ساحل البحر، إذ يجتمع ثلاثة أصدقاء قادمين من المدينة في كوخ صديقهم «أمين» الذي يأخذهم في رحلات ليلية في قاربه. يشتري أحدهم، وهو الطبيب، قارباً آخر ويقترح القيام بلعبة حيث يتم ثقب أحد القاربين، وعن طريق القرعة، تنقسم المجموعة إلى اثنين في كل قارب، ثم يبحرون ليلاً، والقارب الذي يعود -السليم- هو الخاسر.
ومن خلال تلك القصة حاول عبدالفتاح الإبحار في أعماق النفس البشرية والكشف عن الخبايا البالغة التعقيد التي تشكِّل شخصية الإنسان وسلوكه وأفكاره وطريقته في الحياة. وتترك هذه الرواية قارئها مثقلاً بحمولتها النفسية المنذرة بالخطر وتفتح عينيه على الحياة الأخرى التي يكتبها في أعماقه ولا يسمح لها أن تظهر في وعيه، ويكافح بشدة ليمنع أي «تماس» بين هاتين الحياتين.

 

كتب من العالم

أسرار العالم
Mitos Y Misterios Del Mundo
تأليف: بيدرو سيلفا
الناشر: Ediciones Carono Borealis (فبراير 2014)

بعد سنوات من محاولة استكشاف ما يسمّى بالألغاز التي حيّرت العالم، قرر الكاتب بيدرو سيلفا، وهو مؤرخ وعالِم اجتماع، أن يختار عشرة منها وهي التي أكثر ما أثارت الفضول والحيرة حولها. ورمت الأبحاث التي قام بها إلى تقديم الأجوبة على قضايا غامضة مثل نشوء حضارة مصر القديمة وحضارة المايا والأزتيك وحضارة الإنكا. وحاول معرفة خبايا هذه الحضارات وأسرارها والغوص لاستكشاف الأشخاص الذين بنوها وكيفية بنائها. حتى إنّه راح أبعد من ذلك ليظهر مفهوم الجنة والحياة بعد الموت في مجموعة كبيرة من الحضارات. كذلك قدّم تحليلاً للمجتمعات السرية المغلقة التي يصعب الدخول إليها، هذا بالإضافة إلى معرفة الأسرار وراء اختفاء شخصيات مهمة في العالم مثل لغز موت الأميرة ديانا.
والكتاب هو مجموعة من المقالات التي جمعها الكاتب عبر السنوات وتتميّز بالدقة والوقائع التاريخية الموثّقة.

 

ظلّ المصوّر
Der Schatten Des Fotografen
تأليف: هيلموت ليثن
الناشر: Rowohlt Berlin (مارس 2014)

لا شك أنّ للصور ميزة خاصة، إذ يمكنها، على سبيل المثال، إعادة أشخاص أو أمكنة معيَّنة إلى الذاكرة بطريقة ساحرة. ولكن يمكنها أيضاً أن تصوّر فظائع الحرب بطريقة واضحة إلى درجة قد تكون مؤلمة للغاية. وإنما ما هو الأمر الذي يعطي الصور هذه القوة العاطفية؟ وكم هي درجة الحقيقة التي تظهرها فعلاً؟
انطلق هلموت ليثن في رحلة ساحرة في عالم الفن ووسائل الإعلام في القرن العشرين، وباستخدام الصور التي التقطها المصوّر روبرت كابا لإنزال النورماندي، على سبيل المثال، استكشف كيف يمكن للصور أن تصبح وثائق تاريخية. كذلك تطرق ليثن في كتابه إلى الفن التمثيلي والفن التشكيلي وتفحص صوراً تصوّر المثالية ولكنه رفض كشف الحقيقة وراءها لأنه أراد أن يبقى وفياً لاعتقاد مهم جداً في حياته وهو سحر الصورة وجمالها. “ظل المصوّر” هو كتاب شخصي ومؤثر يعلمنا كيف نرى هذا العصر المذهل من الناحية البصرية.

 

البحيرة: كيف اخترع أرسطو العلوم
The Lagoon: How Aristotle Invented Science by Armand Marie Leroi
تأليف: أرمان ماري ليروا
الناشر: (2014) Viking Adult

تسيطر كتابات أرسطو الفلسفية على تاريخ الحضارة العالمية، ولكنّ المادة التي كانت أقرب إلى قلبه هي مادة العلوم. لقد كتب مجلدات كبيرة عن الحيوانات فوصفها وصنّفها، وحدّد أمكنة وطرق عيش كلّ فصيلة منها وكيفية نموها وتطوّرها. وبذلك أسس أرسطو نوعاً من العلوم أو حتى إنه يمكن القول إنه أسس العلوم بحدّ ذاتها.
في كتابه «البحيرة» يعيد عالم الأحياء الشهير أرمان ليروا استكشاف الكتب العلمية التي تركها أرسطو. ولذلك سافر إلى الأمكنة التي كتب فيها مجلداته.فزار جزيرة يسبوس في بحر إيجه لمشاهدة المخلوقات التي وصفها أرسطو. وهناك راح يتعمق بملاحظاته وأفكاره، والأمور التي أصاب فيها بالإضافة إلى ما أخطأ فيها.
ويظهر ليروا بذلك كيف أن العلوم عند أرسطو مترابطة بعمق مع نظرياته الفلسفية وكيف أنّه كان أعظم عالم أحياء على الإطلاق. كتاب البحيرة هو كتاب أسفار ودراسة في أصل العلوم، في الوقت نفسه، يؤكد أنّه ما زال للفيلسوف الذي عاش منذ أكثر من ألفي عام، الكثير لنتعلم منه.

 

العقل المنظّم: التفكير السلبي في عصر الفيض في المعلومات
The Organized Mind: Thinking Straight in the Age of Information Overload
تأليف :دانيال ليفيتين
الناشر: Dutton Adult (أغسطس 2014)

لا شك في أن عصرنا الحاضر يُغرق عقولنا بكمية غير مسبوقة من المعلومات، وقد أدّى ذلك إلى ضرورة اتخاذنا مجموعة أكبر من القرارات وبطريقة أسرع. لذلك يشعر عديد من الأشخاص بضغوط كبيرة تدفعهم إلى قلة التركيز وإغفال كثير من الأمور المهمة.
ولكن هناك بعض الأشخاص الذين نجحوا بإدارة تدفق المعلومات هذا بطريقة صحيحة ومنظَّمة. في كتابه «العقل المنظّم»، يعمد عالِم الأعصاب، دانيال ليفيتين، إلى استخدام عِلم الأعصاب ليظهر كيف برع هؤلاء الأشخاص بتنظيم عقولهم، وكيف يمكن للآخرين الاستفادة من الأساليب التي اتبعوها للتحكّم بفيض المعلومات الذي يشوش حياتهم.
يظهر ليفيتين، من خلال عدة فصول تتناول أموراً مختلفة من تنظيم خزائن المطبخ إلى مكان العمل إلى غرف النوم وغيرها، كيف يمكن تطبيق الأبحاث الجديدة في عِلم الأعصاب الإدراكي المتعلقة بالانتباه والذاكرة على تحدّيات حياتنا اليومية. ومثلما أظهر كتاب ليفيتين السابق «هذا هو عقلك في الموسيقى»، كيف نتقن عزف الموسيقى والاستماع إليها من خلال معرفة طريقة عمل الدماغ، أظهر كتاب «العقل المنظَّم» كيف نخترق بحر المعلومات المتدفق في القرن الواحد والعشرين من خلال منظور عِلم الأعصاب نفسه.

 

فلسفة المشي
Marcher, une philosophie
تأليف فريدريك غرو
by Frédéric Gros
الناشر: Parution (مايو 2009)

في كتاب «فلسفة المشي» الذي أصبح من أكثر الكتب مبيعاً في فرنسا، رسم المفكر الريادي فريدريك غرو الطرق المتعدّدة التي يمكن أن تأخذنا من مكان إلى آخر والأهداف المتعدّدة لهذه الطرق مثل النزهات الطبيعية والرحلات إلى الأماكن المقدسة والمسيرات الاحتجاجية وغيرها، وكشف ما يمكن أن يقوله كلّ منها عن شخصيتنا.
يقول غرو إن المشي ليس نوعاً من أنواع الرياضة؛ لأنّ الرياضة انضباط وفيها كثير من الجهد والمثابرة، لذلك فهي مجرّد أداء. ولكنّ المشي «هو أفضل طريقة موجودة للانتقال ببطء وتأنٍّ».
وهو يتحدث عن المشي، الوسيلة الأكثر بدائية للتنقل، ويرفعه إلى مكانه الطبيعي في كونه مصدر إلهام ومحفزاً لمشاعر الانطلاق والحرية وراحة النفس. يتطرق كتاب «فلسفة المشي» إلى مفكرين كبار مارسوا المشي تقليداً أساسياً في حياتهم.كان المفكر الفرنسي روسو يمشي من أجل التحليق بأفكاره، وكان الفيلسوف الألماني كانت يمشي للهروب من أفكاره، أما المفكر الأمريكي ثورو فكان يمشي للتأمل في الطبيعة، بينما كان الفيلسوف الألماني نيتشه يمشي من أجل تحقيق صفاء الذهن وهو الذي أكّد على «أنّها فقط الأفكار الآتية إلينا أثناء المشي التي لها أية قيمة على الإطلاق».

بين كتابين

كيف نعيش سعداء؟


كتاب: السعادة حسب التصميم: إيجاد المتعة والهدف في حياتنا اليومية
Happiness by Design: Finding Pleasure / and Purpose in Everyday Life by Paul Dolan
الناشر: Hudson Street Press (أغسطس 2014)


كتاب: كيف نعيش
How to Live by Vincent Deary
الناشر: Allen Lane (أغسطس 2014)

تناول كتابان صدرا حديثاً موضوع السعادة وكيفية تحقيقها والعوائق التي تقف حائلاً دونها. يتناول كتاب «السعادة حسب التصميم» لمؤلفه بول دولن، وهو أستاذ الاقتصاد في كلية لندن للاقتصاد، موضوع السعادة من ناحيته العلمية. يقول دولن إنّ موضوع السعادة مملوء بالتناقضات الغريبة، فمن جهة يؤكد الأهل أنّ الأبوة تجعلهم أكثر سعادة وتضيف معنىً لحياتهم، لكنهم، من جهة أخرى، في واقع الأمر، ليسوا أسعد ممن لا أطفال لهم. ويعتقد البعض بأن المال يؤدي إلى السعادة ولكنّ الأمر ليس كذلك في كثير من الأحيان. بالنسبة لدولن، تكمن المشكلة في ذلك بأن علماء النفس يحاولون معرفة أي نوع من «المدخلات»، إن كان المدخول المادي أو العمل أو الوضع الاجتماعي أو درجة الإيمان إلى آخره، له علاقة بـ «المنتج» الذي هو السعادة. ولكن، في الواقع، تعتمد السعادة على طريقة توزيع الاهتمام على هذه الأمور المختلفة. وتوزيع الاهتمام، حسب دولن، هو «بمنزلة عملية إنتاجية تحوِّل المحفّزات الخارجية إلى سعادة».
والاهتمام مورد نادر، ومن خصائصه أنّه إذا ما أعطي إلى شيء معيَّن لا يمكن إعطاؤه إلى شيء آخر في الوقت نفسه، وإذا كان هناك نقص في الشعور بالسعادة فلا بدّ من أن يكون هناك سوء توزيع للموارد، لذلك من الضرورة إعادة تصميم البنية الفكرية لكي تنتج مستوى أكبر من السعادة.
قد يعتقد البعض أنّ دولن تعامل مع موضوع السعادة كعملية اقتصادية بحتة، ولكن لا شكّ في أنّ تحليله ذهب بعيداً في تحديد سبب تعاستنا، وكيف يمكن أن نصبح أسعد. وهو بالتحديد يفّسر كيف يمكن لعاداتنا وسلوكياتنا المتأصلة فينا، بالإضافة إلى التحيّز الفكري لدينا، أن تلحق بنا الأذى من خلال توجيه اهتمامنا إلى الأمور الخاطئة. على سبيل المثال، نحن نأكل الطعام المضرّ لأنه متوافر بسهولة أمامنا، ونقطع صلاتنا مع أصدقاء أعزاء لأن الأسهل مشاهدة التلفاز. ونحن بالإجمال نهتم بما نعتقد أنّه ممكن أن يجعلنا سعداء، حسب أحكامنا الذاتية حول الحياة المثالية، بدلاً من الاستمتاع بردود الفعل الآنية على نشاط يجلب لنا السعادة أو يشعرنا بقيمة أنفسنا.
وفي مزيج من علم النفس والتجارب الشخصية وعلم الأعصاب، ظهر كتاب “كيف نعيش” لصاحبه فنسنت ديري، ليشير إلى أن الأبحاث الحديثة أخذت تؤكد أكثر فأكثر أننا جميعاً مستعبدون لعاداتنا اليومية، نتصرف بدافع السلوكيات وردات الفعل المتأصلة فينا التي لا نملك السيطرة عليها. ولهذا الأمر وجهان، الأول، أنّه إذا لم تكن أدمغتنا مكونّة بطريقة تسمح بتحويل كمية كبيرة من التصرفات إلى أعمال رتيبة وآلية سنتوقف عن التنفس والحركة والقيادة، أو حتى عن العيش. والثاني، هو أنّ هذا الأمر ضروري ومخيف، في الوقت نفسه، إذ إنّه بسبب ذلك يصبح من السهل الغرق في وظائف وعلاقات وطرق تفكير تسهم في تعاستنا، وفي سلوك حياة لم نكن لنختارها. يعّبر عن ذلك ديري ويقول: «هناك نقبع جميعاً كمخلوقات تعمل كآلات تُحرَّك ذاتياً في عوالم تحدّد بمسارات كمسارات القطار ونسير عليها نحن دون أي مقاومة تذكر».
يضيف ديري أنّ إحساسنا بأنفسنا هو أكثر من ذلك التراكم للعادات والعلاقات والذكريات، بل نحن نعمد إلى تكوين عالمنا الخارجي وفقاً لذلك، إذ نرتب كل ما يحيط بنا من الأثاث والملفات وأجهزة الكمبيوتر… لتعكس أنماط التفكير والسلوك المحدّدة لدينا. ويصف ذلك الأمر بقوله إننا نعيش في غرف «تسكنها أشباح أنفسنا».
وتظهر المشكلة عندما نضطر إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة، أي عندما نريد أن نبدأ أو ننهي علاقة أو أن ننتقل من مكان إلى آخر أو نغيّر وظيفة أو نتقاعد أو نواجه موت الأحباء. فالأمر ليس صعباً فقط، وإنما فيه إلغاء لجزء منا. ولكنّه أمر لا بدّ منه إذا ما أردنا تجنب «الشلل في الشخصية»، أو أن نتحول إلى مخلوقات تتقوقع داخل عازل كبير من العادات يصعب كسره.
باختصار، يؤكد الكتابان أنّ السعادة يمكن أن تكون في متناول الجميع بمجرد قليل من الإرادة التي تؤدي إلى تغيير بعض السلوكيات وتوزيع اهتماماتنا بطريقة صحيحة.

أضف تعليق

التعليقات