كتب (قافلة النشر)

كتب

كتب عربية

تاريخ الموسيقى العالمية
تأليف: ثيودور م. فيني
ترجمة: سمحة الخولي ومحمد جمال
الناشر: الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، 2016

يتناول الكتاب المؤلَّف من تسعة أجزاء تضم خمسة وأربعين فصلاً، النمو والتطور الزمني للموسيقى، بدءاً من عصر الإغريق وانتهاءً بالموسيقى المستقبلية ما بعد الحرب العالمية الثانية. ويرى فيني أن الموسيقى وسيلة للتعبير والتواصل، وهي في الوقت نفسه وسيلة فنية تخضع للقوانين التي تحكم الانتظام والتناسق في ترتيب موادها. ويصف أغراض الموسيقى في المجتمع لأن الموسيقى فن اجتماعي، ولذلك لا يمكن التأريخ دون ذكر أغراضها أو استعمالها في المجتمع. وربما اختلفت أنواع الموسيقى اختلافاً كبيراً، غير أن صور استخدامها والأغراض التي تدفع كل حضارة للاحتفاظ بها كجزء من تراثها الاجتماعي، تظل دائماً واحدة.

ويقول فيني، إن الحضارات جميعها دخلت التاريخ مزوَّدة بآلات موسيقية، وكان لبعضها ذخيرة من الأساطير التي تفسِّر اختراعها، وإن وجود الآلات الموسيقية يشهد على أن انفصال الخط اللحني والإيقاعي عن الكلمات أمر كان معروفاً منذ عهد بعيد، غير أن التساؤل سيظل قائماً حول طريقة وتوقيت الاكتشافات التي أسست مفاهيم الإيقاع واللحن، كوحدات تعبيرية متباينة، وأدت إلى اختراع الآلات الموسيقية، التي كانت أصلاً مجرد أدوات مساعدة للألحان والإيقاعات التي يصنعها الإنسان، ثم أصبحت بعد ذلك بديلاً عنها. وربما أفضل مدخل لدراسة تاريخ الموسيقى، كما يرى مؤلِّف الكتاب، هو أن يشغل كل فرد من الدارسين تفكيره في بحث أصول ومصادر الآلات الموسيقية.

 

التسويق عبر الهاتف المحمول
تأليف: د. ميرفت محمد السعيد مرسي
الناشر: المنظمة العربية للتنمية الادارية، 2016

يتناول هذا الكتاب التسويق عبر الهاتف المحمول، وأهميته كوسيلة ترويجية حديثة. فقد شهدت العشرية الأخيرة من القرن العشرين بداية استخدام الهاتف المحمول كوسيلة تسويقية واعتمادها في مجال الاقتصاد. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد مستخدمي الهواتف المحمولة في تلك الفترة قد بلغ ما يقارب 125 ألف فرد في جميع أرجاء المعمورة، وأنه في عام 2001 وصل إجمالي مستخدمي الهواتف النقالة إلى ما يقارب 960 مليون شخص. وهذا الارتفاع المهول، في نسبة امتلاك الهواتف النقالة واستخدامها، لفت أنظار رجال الدعاية والاعلان، فراحوا يستغّلون خدمات الرسائـل القصيـرة التسويقية بطريقة جديدة وعصرية. إذ شهدت تلك الفترة نجاحاً لافتاً لهذه الخدمة عندما تجاوز عدد الرسائل المرسلة حاجز 650 بليون رسالة قصيرة، ثم ما لبث وارتفع العدد إلى قرابة 2.5 ترليون رسالة بحلول عام 2007، فكانت هذه الأرقام دافعاً أساسياً لاعتماد الهواتف النقَّالة كوسيلة تسويقية عصرية ناجعة.

فقد فطنت الشركات الكبرى إلى الطفرة التكنولوجية والتسويقية التي حدثت، وراحت ترفع من ميزانيتها المخصصة لتسويق منتجاتها عبر الهاتف المحمول. وهذه المعطيات التي عزَّزت فرص الاستثمار والتوسع للشركات، ألهمت أيضاً أقلام الدارسين الباحثين الاقتصاديين، واعتبرت الهاتف المحمول أسلوباً جديداً وواعداً في مجال الدعاية والإعلان والتسويق.

 

يوميات غوانتانامو
تأليف: محمد ولد صلاحي
الناشر: دار الساقي، 2017

منذ عام 2002 وحتى هذه اللحظة، يقضي محمد ولد صلاحي أيامه سجيناً في المعسكر الاحتجازي في خليج غوانتانامو بكوبا. وطوال هذه السنوات لم توجّه إليه الولايات المتحدة أيَّ نوع من التُّهم. أصدر قاضٍ من المحكمة الفيدرالية قراراً يقضي بإطلاق سراحه في مارس 2010، ولكنّ الحكومة الأمريكية عارضت قراره ذاك، ولا توجد الآن أية إشارات في الأفق تدلّ على أنّ الولايات المتحدة لديها نية لإطلاق سراحه.

في السنة الثالثة من أًسْره، بدأ صلاحي بكتابة يومياته، واصفاً فيها حياته قبل مغادرته بيته، في 28 نوفمبر عام 2001، واختفائه في سجن أمريكي، ومن ثم ‮«رحلته اللانهائية حول العالم‮» سجناً وتحقيقاً، وأخيراً حياته اليومية سجيناً في غوانتانامو. يومياته ليست مجرد سجلّ حيّ لإخفاق العدالة، بل وذكريات شخصية رهيبة تتّسم بالعمق والسخرية السوداء واللطف المدهش.

محمد ولد صلاحي ولد في مدينة موريتانية صغيرة عام 1970. حصل على منحة دراسية في كلية بألمانيا، تخرّج وعمل هناك مهندساً لعدة سنوات. عاد إلى بلده موريتانيا عام 2000. وفي العام التالي من عودته اعتقلته السلطات الموريتانية بطلب من الولايات المتحدة وسلّمته إلى الأردن سجيناً، ومن هناك تم تسليمه إلى القاعدة الجوية الأمريكية في باغرام بأفغانستان.

 

الاقتصاد المؤسساتي
تأليف: ستيفن فويت
ترجمة: مصطفى سرور
الناشر: منشورات المتوسط- إيطاليا بالتعاون مع المركز العلمي العربي للأبحاث والدراسات الإنسانية، 2017

ما طبيعة النظم الاقتصادية التي تمكّن من تحقيق الرخاء والازدهار الاقتصادي؟ عن هذا السؤال يجيب كتـاب “الاقتصاد المؤسساتي” الذي يحاول فيه الكاتب ستيفن فويت أن يدافع عن الأطروحة الأساسية للاقتصاد المؤسساتي، القائلة إن تحقيق الرخاء و الازدهار الاقتصادي يعتمد بدرجة كبيرة على المؤسسات القائمة وطبيعة العلاقات القائمة بينها.

ومن خلال شرح وتوضيح ماهية الاقتصاد المؤسساتي، يحاول الكاتب تغيير الصورة المفترضة عن علم الاقتصاد، حيث يظن كثير من غير الاقتصاديين أن الاقتصاد يشكِّل علماً لا يعير اهتماماً للمشاعر الإنسانية، ويتغافل عن طبيعة البشر، نظراً لكونه علماً تجريبياً. بينما يتهم بعض علماء الاجتماع علماء الاقتصاد بأنهم لا يعيرون انتباهاً بما فيه الكفاية إلى الجانب الإنساني أو السياق الذي يتم فيه اتخاذ قرار أو سلوك معيَّن. ويمكننا تقييم الاقتصاد المؤسساتي الجديد على أنه مُحاولة لمراعاة هذه الأبعاد، وتفادي هذه الاتهامات، من دون الاستغناء عن المدخل الاقتصادي الذي ساعد على الوصول إلى حقائق معرفية مدهشة.

 

الحجاب بين الحشمة والخصوصية والمقاومة
تأليف: فدوى الجندي
ترجمة: سهام عبدالسلام-المركز القومي المصري
الناشر: نشر خاص، 2017

يتناول هذا الكتاب قضية الحجاب، ويؤكد أنّ كثيراً ما ارتدته نساء عربيات تقدميات في سبعينيات القرن العشرين وفُسّر ارتجالاً على أنه مظهر ملموس للقهر الأبوي للنساء. لكنّ معظم المحللين فشلوا في إدراك أن كثيراً من النساء العربيات أخذن بالتحجب تأكيداً للهوية الثقافية وتصريحاً ببيان نسوي عاصف. علماً أن الحجاب له تاريخ طويل ومركب، ولا يقتصـــر أمـــره في إزالة التهميش عن النساء في المجتمع، بل يمثّل أيضاً تعبيراً عن التحرّر من إرث الاستعمار الكولونيالي. فالتحجب المعاصر باختصار كثيراً ما يدور حول المقاومة.

يعتمد هذا الكتاب المثير للجدل على عمل ميداني أصلي واسع النطاق، وعلى مصادر من الكتابات الأنثروبولوجية، والتاريخية، علاوة على مصادر إسلامية أصلية، تحدياً للافتراض التبسيطي القائل إن الحجاب يعنى في معظم الأحوال بالاحتشام، وعزل النساء، والشرف والعار.

تقول الكاتبة: ‮«أدركتُ أن التحجب ظاهرة ثرية ولها دلالات، وهو لغة توصل رسالة اجتماعية وثقافية، وممارسة وُجدت في شكل ملموس من قديم الزمان، ورمز له أهمية أيديولوجية للرؤية المسيحية –لا سيما الكاثوليكية- لخصائص أنوثة المرأة والتُقى، ووسيلة مقاومة في المجتمعات الإسلامية، وهو حالياً مركز جدل بحثي عن النوع (من رجل أو امرأة) والنساء في الشرق الإسلامي. يحتل الحجاب في حركات النشاط الإسلامي موقعاً مركزياً باعتباره رمزاً لكل من الهوية والمقاومة”.

 

المواطنة الرقمية
تأليف: تامر الملاح
الناشر: دار السحاب للنشر والتوزيع، 2017

جاءت فكرة هذا الكتاب من خلال ما يحدث من تجاوزات في العالم الرقمي، فكان لا بدّ من توجيه الاهتمام إلى احترام القيم والقواعد داخل المجتمع الافتراضي كما هو الحال في المجتمع الواقعي، إضافة إلى تعلُّم كيف نستخدم التكنولوجيا ووسائلها في حياتنا بطريقة لا تضر ولا تؤثِّر على مهامنا اليومية.

يستعرض هذا الكتاب كلّ ما يمكن أن نكون قد أغفلناه في حياتنا عند التعامل مع التكنولوجيا، إذ إنَّ للعالم الرقمي قانوناً ينظمه، وقواعد سلوك يجب أن نلتزم بها لحماية أنفسنا والآخرين. فهكذا يتناول الكتاب موضوع المواطنة الرقمية والتي تُعنى بالجوانب المعرفية والمهارية والسلوكية والوجدانية والعادات والقيم التي يجب أن يكتسبها الفرد ويتحلى بها عند تعامله مع مختلف أنواع وأشكال التكنولوجيا، كي يحمي نفسه والآخرين. ومن خلال المواطنة الرقمية يستطيع كلٌ منا أن يتعَّم ويتواصل ويستخدم التكنولوجيا بكل أمان، وهي ليست مجرد تقنية ولكنها ثقافة يجب أن تتوفر لدى جميع المستخدمين الرقميين.

كما أنَّ المواطنة الرقمية في العالم الرقمي تشبه قيادة السيارات في العالم الواقعي، ومثلما علينا الالتزام بقواعد المرور وقوانينه حتى نسير بسلام وأمان، لا بد من أن نلتزم بالقوانين الرقمية حتى نعيش آمنين سالمين.

 

كتب من العالم

قطعاً عن الموسيقى: محادثات
Absolutely on Music: Conversations by Haruki Murakami and Seiji Ozawa
Translated by Jay Rubin
تأليف: هاروكي موراكامي و سيجي أوزاوا
ترجمة: جاي روبن
الناشر: Knopf, 2016

يتضمَّن هذا الكتاب محادثات عميقة وحميمة عن الموسيقى والكتابة بين الصديقين: الروائي الياباني العالمي هاروكي موراكامي والقائد السابق لأوركسترا بوسطن السيمفونية.

فعلى مدار عامين، جلس الصديقان للتحدث عن شغفهما المشترك: الموسيقى، ومناقشة كل شيء من برامز إلى بيتهوفن، من ليونارد بيرنشتاين إلى غلين غولد، من بارتوك إلى ماهلر، ومن فرق موسيقى البوب إلى الأوبرا. كانا يستمعان إلى أهم التسجيلات الموسيقية ويقومان بتحليلها، كما حاور موراكامي صديقه أوزاوا حول مهنة قيادة الأوركسترا وإقامة الحفلات في جميع أنحاء العالم. ويعلق موراكامي على الزيارة التي قام بها مدة عشرة أيام عندما انضم إلى المخيم الموسيقي الذي كان يقيمه أوزاوا للموسيقيين الشباب على ضفاف بحيرة جنيف. ويتخلل الكتاب تأملات في جمع الألبومات الموسيقية ونوادي موسيقى الجاز، وقاعات الأوركسترا، وعشرات الأفلام، وأكثر من ذلك بكثير. باختصار، يدخل هذا الكتاب إلى أذهان اثنين من العمالقة، كل في مجاله لاستكشاف الطبيعة الأساسية لكل من الموسيقى والكتابة. ومن خلال كل ذلك نكتشف جانباً مهماً شيقاً من شخصية الروائي الشهير موراكامي ومعه نفتح الأبواب على عالم الموسيقى الكلاسيكية الرائع.

 

الذئب الأخير
The Last Wolf by László Krasznahorkai
Translated by George Szirtes
تأليف: لازلو كرازناهوركاي
ترجمة: جورج سيرتيز
الناشر: New Directions, 2016

قد تكون هذه الرواية للكاتب الهنغاري لازلو كرازناهوركاي الحائز جائزة “مان بوكر” الدولية لعام 2015، أقصر بكثير من رائعتيه السابقتين “تانغو الشيطان” و”ميلانخوليا المقاومة”، ولكنها تتميَّز بنفس الغنى والنظرة الدرامية التي زادت من عظمتهما.

تبدأ الرواية في برلين، حيث كان كاتب مغمور يروي لنادل مجري في أحد المقاهي قصته التي تبدأ بدعوة تلقاها للذهاب إلى المنطقة الإسبانية إكستريمادورا، و “التعبير عن إعادة إحياء تلك المنطقة التي كانت مهمولة تاريخياً”. وعندما تُرك له حرية اختيار الموضوع الذي أراد الكتابة عنه اختار أن يقدِّم تقريراً عن قصة آخر حزمة من الذئاب كانت تقطن في تلك المنطقة.

وفي جملة واحدة امتدت على مدى 70 صفحة، عبّر الكاتب عن ملحمة من الانقراض من خلال مجموعة من الصيادين وحراس الغابات الذين رسموا بتعابيرهم صوراً مثيرة ونادرة ومأساوية في آن. وكما كان الراوي منغمساً في تجربته الغريبة، كذلك كان يغرق القارىء في قراءة تلك الجملة المتتابعة الخالية من أية نقطة. وكأن هذا الكاتب كان مرهقاً من المهمة التي أوكلت إليه، خاصة بعدما علم أن الدعوة وصلت إليه كانت عن طريق الخطأ، وكأنه كان نسخة كرتونية لكرازنوهوركاي نفسه مع “كتبه قليلة العدد صعبة القراءة ذات الجمل الطويلة الثقيلة والمنطق الكئيب في إطار نثري غريب”.

 

تجار الانتباه: الصراع الملحمي للتسلل إلى رؤوسنا
The Attention Merchants: The Epic Scramble to Get Into Our Heads by Tim Wu
تأليف: تيم وو
الناشر: Knopf, 2017

في كل لحظة من حياتنا تقريباً نواجه سيلاً من الرسائل والإغراءات والإعلانات، والعلامات التجارية، ووسائل الإعلام الاجتماعية، وغيرها من الجهود لجذب اهتمامنا. ولم تتبق لدينا إلا لحظات قليلة لم تُخترق من قبل “تجار الانتباه” الذين يساهمون في نشر ثقافة التشتيت الذهني وعدم التركيز في حياتنا المعاصرة.

يقول تيم وو إن هذه الحالة التي نعيشها ليست مجرد نتيجة ثانوية للابتكارات التكنولوجية الحديثة، ولكنها نتيجة للنمو والتوسع على مدى أكثر من قرن من الزمان، في الصناعات التي تتغذَّى على اهتمام الإنسان. فمنذ ولادة مهنة الإعلانات إلى انفجار شبكة الإنترنت النقَّالة، ومن اختراع البريد الإلكتروني إلى انطلاق شركتي غوغل وفيسبوك، لم يتغير نموذج الأعمال الأساسي لـ “تجار الانتباه” المتمثل بتحويل التركيز مقابل لحظة انتباه، تباع إلى الجهة المعلنة التي تقدِّم أعلى الاسعار. ويصف وو الاختراعات الثورية التي حاولت التصدي لتشتيت اهتمامنا من جهاز التحكم عن بُعد إلى تطبيقات حجب الإعلانات. لكنه يقول إن من الواضح أن تجار الانتباه دائماً ما يبتكرون وسائل جديدة للتسلل داخل عقولنا لتغيير طبيعتنا ذاتها – المعرفية والاجتماعيـة والسياسيــة وغير ذلك – بطرق لا يمكن تصورها.

 

الأحمر: تاريخ لون
Rouge, Histoire d’une couleur by Michel Pastoureau
تأليف: ميشيل باستورو
الناشر: Le Seuil, 2017

لطالما مثّل اللون الأحمر أشياء كثيرة، من قوة الحياة إلى الحب والغضب، ولطالما ارتبط بالحروب والثروة والسلطة. حتى خلال العصور الوسطى، احتل الأحمر مكاناً مميزاً، وبالنسبة لعديد من الثقافات، لم يكن اللون الأحمر مجرد لون فحسب بل هو اللون الوحيد الذي يستحق استخدامه لأغراض اجتماعية. ففي بعض اللغات، كانت كلمة الأحمر هي نفس الكلمة التي تعني اللون. وهو أول الألوان الذي استخدم في الأصباغ والرسم.

يتناول هذا الكتاب كل الجوانب العلمية والثقافية والأنثروبولوجية والتاريخية للون الأحمر. ويضيء فيه باستوريو على تطور هذا اللون من خلال مجموعة متنوِّعة من الصور الآسرة، بما في ذلك لوحات كهف لاسكو في فرنسا ومقابر الفراعنة، وأعمال أساتذة عصر النهضة، واللوحات الحديثة والزجاج الملون في أعمال الفنَّانين العالميين مارك روثكو وجوزيف ألبرز. إنه كتاب رائع لكل من هو مهتم بالفن والتاريخ والتصميم والموضة، وأكثر من أي شيء آخر بتطور الوجه الثقافي عبر العصور.

 

أرض العجائب: كيف صنع اللعب العالم الحديث
Wonderland: How Play Made the Modern World by Steven Johnson
تأليف: ستيفن جونسون
الناشر: Riverhead Books, 2016

الإبداع يعني القدرة على حل المشكلات، وكثيراً ما تكون المشكلة هي الملل. في كتابه “أرض العجائب”، يناقش الكاتب ستيفن جونسون عديداً من الاكتشافات البارزة في التاريخ، التي ما هي إلا نتاج أناس أرادوا زيادة فرصهم في اللعب. ويُعد جونسون، من خلال عرض تاريخي لوسائل الترفيه الشعبية الذي تضمنه الكتاب، أن السعي وراء الجديد والعجيب كان أحد الدوافع القوية للتغير التكنولوجي الذي شكَّل العالم. ويضيف أنه على مر التاريخ حصلت أعظم الابتكارات عندما كان الناس يعملون لتسلية أنفسهم والآخرين. واقتبس جونسون قصصاً من عالم السحر والتكنولوجيا، والفن، والاستكشاف، توضح كيف أن البشر مخلوقات اجتماعية، يحبون اكتشاف الأمور من أجل المتعة.

فمطورو برامج الكمبيوتر على سبيل المثال يبدأون بسؤال “ماذا لو…”؟ لينتهي بهم الأمر إلى إنتاج برامج مُعقدة للغاية. ويُنشئ المصممون فنونـاً من رسومــات بلهـاء. ويعتقد جونسون أن هذه اللحظات لا تعبِّر عن عبقرية مصحوبة بعمل شاق، بقدر ما تعبِّر عن إنسان يَقدُم على تجربة أو محاولة من أجل المتعة.

مقارنة بين كتابين
التقدُّم وحتميته

التقدم: عشرة أسباب لنتطلع إلى المستقبل
تأليف: جوهان نوربرغ
الناشر: Oneworld Publications, 2016
Progress: Ten Reasons to Look Forward to the Future by Johan Norberg

 

 

وهم الاختراع: كيف لم يبتكر العدد الكبير ممن عملوا بجهد سوى القليل
تأليف: فريدريك إريكسون و بيورن ويغل
الناشر: Yale University Press, 2016
The Innovation Illusion: How So Little Is Created by So Many Working So Hard by Fredrik Erixon, Bjorn Weigel

مع تزايد الرخاء العالمي وتسارع التقدُّم التكنولوجي، من السهل أن ننسى أن مستويات المعيشة كانت منخفضة جداً خلال التاريخ. وفيما يعيد البعض الديناميكية الاقتصادية والتقلبات المرافقة لها لاستقرار الماضي المفترض، ينظر آخرون إلى الأمام ويقولون إنَّ التقدُّم الاقتصادي معرَّض للخطر بسبب السياسات والممارسات التجارية السيئة. ومؤخراً صدر كتابان يتناولان هذا الموضوع، ولكل منهما وجهة نظره.

في كتابه “التقدم”، يعرض الكاتب السويدي يوهان نوربيرغ كماً هائلاً من البيانات لإظهار مدى ما تحقق من تحسُّن في نوعية الحياة على مدى القرنين الماضيين وخاصة خلال العقود القليلة الماضية. ويخصص كل فصل لتوثيق التقدم الذي تحقق في مجالات مثل الغذاء، الصرف الصحي، العمر المتوقع، الفقر، العنف، البيئة، محو الأمية، والمساواة.

ورداً على كل من ينظر بحنين إلى “الأيام الخوالي”، يؤكد نوربرغ مدى قتامة تلك الأيام، فيعدِّد كثيراً من الكوارث التي حلّت بالبشرية خلال التاريخ نتيجة تفشي الأمراض والمجاعات والعنف.

في مقابل هذه الصورة البائسة عن الماضي، هناك التقدُّم في العصر الحديث. ففي بداية القرن العشرين، كان متوسط عمر الإنسان 31سنة، أما اليوم فهو 71. كما شهد العالم انخفاضاً في نسبة وفيَّات الأطفال منذ خمسينيات القرن الماضي. وأسهمت “الثورة الخضراء” بزيادة الموارد الغذائية. وفي جميع أنحاء العالم، انخفضت مستويات العنف، وارتفع مستوى التعليم…

ولكن هل سيستمر هذا التقدُّم؟ يعتقد نوربرغ ذلك. ولكن الكاتبين فريدريك اريكسون وبيورن ويغل، السويديين أيضاً، يريان أن المستقبل يبدو مظلماً ما لم تخضع الرأسمالية إلى هزة كبيرة. ويقولان في كتابهما “وهم الابتكار”: “ليس هناك سوى القليل جداً من الاختراعات الخارقة… والنظام الرأسمالي الذي كان يدعم التجدُّد ويحتضن الإبداع أصبح غالباً ما ينتج الرداءة”.

ويحدِّد الكاتبان أربعة عوامل جعلت الرأسمالية الغربية “مملة وجامدة.” الأول هو ما يسمى “برأس المال الرمادي”، وهي الأموال التي تحتفظ بها المؤسسات الاستثمارية، ويقول المؤلفان إن حملة الأسهم في هذه المؤسسات يركزون على النتائج قصيرة الأمد، الأمر الذي يجعل مديري الشركات يحجمون عن الاستثمار في البحث والتطوير. والعامل الثاني هو “النزعة الإدارية” في الشركات التي تبحث عن السيطرة بدلاً من “الابتكار”. والعامل الثالث هو العولمة، التي زادت من عدد الشركات الكبيرة المهتمة بحماية مصالحها الخاصة على حساب الأفكار الابتكارية. وأخيراً، “القوانين المعقَّدة” التي تكبل الشركات وتخضع استثماراتها لعديد من القيود التي تخنق ظهور أفكار ومنتجات جديدة.

ويؤكد الكاتبان على حقيقة أساسية: إن تحسُّن حالة المجتمعات الإنسانية بشكل متواصل ليس حتماً. فهو يتطلَّب مزيجاً من السياسات العامة المستنيرة، ورأس مال بشري مغامر، فضلاً عن الاستقرار الاجتماعي والسياسي والقدرة على التكيف مع الأفكار الجديدة.

أضف تعليق

التعليقات