سينما سعودية

فِلم‭ “‬كتاب‭ ‬الرمال‭”..‬

واقعية‭ ‬سحرية‭ ‬تنقل‭ ‬الأفلام‭ ‬القصيرة‭ ‬إلى‭ ‬الاحترافية

عن‭ ‬قصة‭ ‬للكاتب‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬خورخي‭ ‬لويس‭ ‬بورخيس،‭ ‬ينسج‭ ‬السينمائي‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬عياف‭ ‬سيناريو‭ ‬الفِلم‭ ‬التسجيلي‭ ‬القصير ‭”‬كتاب‭ ‬الرمال”، الذي‭ ‬أنتجته‭ ‬أرامكو‭ ‬السعودية،‭ ‬عن‭ ‬النص‭ ‬الذي‭ ‬كتبه‭ ‬خالد‭ ‬اليحيا،‭ ‬ليخرجه‭ ‬بدر‭ ‬الحمود‭ ‬في‭ ‬توليفة‭ ‬تسجيلية‭ ‬تتوازى‭ ‬مع‭ ‬اتجاه “‬الواقعية‭ ‬السحرية” ‬ الذي‭ ‬غدا‭ ‬أدباً‭ ‬حائزاً‭ ‬اهتمام‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭.‬ وكما‭ ‬هي‭ ‬خصائص‭ ‬الواقعية‭ ‬السحرية،‭ ‬يسرد‭ ‬الحمود‭ ‬القصة،‭ ‬مستعيناً‭ ‬بالمؤثرات‭ ‬الصوتية‭ ‬والغرافيكية‭ ‬والدرامية‭ ‬التمثيلية،‭ ‬ليصحب‭ ‬المشاهد‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬بصرية‭ ‬فكرية‭ ‬تأملية‭ ‬خلال‭ ‬عشرين‭ ‬دقيقة‭ ‬تخطف‭ ‬المشاهد‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬تخييل‭ ‬وتفكير‭ ‬وتحليق‭ ‬يباغت‭ ‬عقله‭ ‬وتفكيره،‭ ‬فلا‭ ‬يتوانى‭ ‬عند‭ ‬لحظة‭ ‬انتهاء‭ ‬الفِلم‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬تشغيله‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

‬فِلم‭ ‬حرمة
فِلم‭ ‬قصير،‭ ‬يحكي‭ ‬قصة‭ ‬امرأة‭ ‬حامل‭ ‬تواجه‭ ‬ابتزازاً‭ ‬من‭ ‬المحيطين‭ ‬بها‭ ‬وصعاباً‭ ‬حياتية‭ ‬عدة‭ ‬تبرز‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬قضايا‭ ‬المرأة‭ ‬السعودية‭.‬ من‭ ‬إخراج‭ ‬عهد‭ ‬كامل‭. ‬إنتاج‭ ‬عام ‭ ‬2013م‭.‬

قصة‭ ‬حمزة‭ ‬شحاتة
فِلم‭ ‬وثائقي‭ ‬مدته‭ ‬43‭ ‬دقيقة‭ ‬للكاتب‭ ‬والمخرج‭ ‬السعودي‭ ‬محمود‭ ‬صباغ‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬جدة،‭ ‬يحكي‭ ‬قصة‭ ‬أديب‭ ‬سعودي‭.‬ إنتاج‭ ‬عام ‭ ‬2013م‭. ‬

فِلم‭ ‬وجدة
الفِلم‭ ‬قصة‭ ‬بسيطة‭ ‬روتها‭ ‬كاتبته‭ ‬ومخرجته‭ ‬هيفاء‭ ‬المنصور‭ ‬عن‭ ‬طفلة‭ ‬تتمنَّى‭ ‬امتلاك‭ ‬درَّاجة‭ ‬هوائية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬معارضة‭ ‬والدتها‭ ‬ومعلمتها‭ ‬بدافع‭ ‬تحريمي‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬محافظ‭.‬‭ ‬

يستهل‭ ‬الفِلم‭ ‬بقراءة ‭”‬عمر‭ ‬البدران‭”‬ بصوته‭ ‬الوديع‭ ‬ونبرته‭ ‬الحميمة‭ ‬مصحوباً‭ ‬بمؤثر‭ ‬موسيقي‭ ‬ليتلو‭ ‬تعريف‭ ‬الكاتب‭ ‬العربي‭ ‬العباسي (‬الجاحظ) ‬للكتاب،‭ ‬وليدخل‭ ‬المشاهد‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬الأسطورة‭ ‬والخيال‭.‬
تبدأ‭ ‬القصة‭ ‬برواية‭ ‬بورخيس‭ ‬الذي‭ ‬يحكي‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬معه‭ ‬عام ‭ ‬1975م (‬قصة‭ ‬متخيلة) ‬رجل‭ ‬أتى‭ ‬إليه‭ ‬ليجلس‭ ‬في‭ ‬مكتبته‭ ‬ويبدو‭ ‬منهمكاً‭ ‬في‭ ‬تصفح‭ ‬كتاب‭ ‬كبير. ‬يبادره‭ ‬بورخيس: ‬هل‭ ‬جئت‭ ‬من‭ ‬بلدك‭ ‬البعيد‭ ‬إلى‭ ‬بوينس‭ ‬آيرس‭ ‬هنا،‭ ‬لتبيع‭ ‬لي‭ ‬كتاباً‭ ‬واحداً‭ ‬أو‭ ‬تستبدله‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬كتبي؟
يجيبه‭ ‬الرجل: ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬كأي‭ ‬كتاب. ‬يأخذه‭ ‬بورخيس (‬الممثل‭ ‬أنطوان‭ ‬كرباج)‬،‭ ‬ويتصفحه،‭ ‬بينما‭ ‬يدخلنا‭ ‬الفِلم‭ ‬في‭ ‬عوالم‭ ‬الكتاب‭ ‬الغريب‭ ‬العجيب‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬السحر‭ ‬والحقيقة‭.‬
يأخذنا‭ ‬الفلم‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬إلى‭ ‬عالم،‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬إلى‭ ‬معرفة،‭ ‬ومن‭ ‬معلومة‭ ‬إلى‭ ‬معلومة. ‬ما‭ ‬أن‭ ‬يفرغ‭ ‬المشاهد‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬التخييل‭ ‬التى‭ ‬زجه‭ ‬فيها‭ ‬حتى‭ ‬ينتقل‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬أخرى. ‬ومن‭ ‬صور‭ ‬غرافيكية‭ ‬أو‭ ‬رسوم‭ ‬متحركة‭ ‬ومؤثرات‭ ‬بصرية‭ ‬ثنائية‭ ‬وثلاثية‭ ‬الأبعاد‭ ‬صممها‭ ‬وائل‭ ‬الحامد،‭ ‬وأعدت‭ ‬شخصياتها “‬سارة‭ ‬محمد” ‬بحرفية‭ ‬بالغة،‭ ‬إلى‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬أفلام‭ ‬وصور‭ ‬فوتوغرافية‭ ‬أرشيفية‭. ‬
يمضي‭ ‬المشاهد‭ ‬مع‭ ‬بورخيس‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬الكتاب‭ ‬العجيب،‭ ‬كتاب‭ ‬الرمال. ‬لكن‭ ‬بورخيس‭ ‬وهو‭ ‬يقص‭ ‬هذه‭ ‬القصة‭ ‬المتخيلة‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬لن‭ ‬يكشف‭ ‬سر‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬لأحد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬يغرق‭ ‬في‭ ‬عالمه‭ ‬المتلاطم‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬وكل‭ ‬ساعة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يقرر‭ ‬إخفاءه‭ ‬في‭ ‬المكتبة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬بوينس‭ ‬آيرس‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬مليون‭ ‬كتاب، ‭”‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬المكتبة‭ ‬ودسسته‭ ‬بين‭ ‬الكتب. ‬لقد‭ ‬سمي‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ “‬كتاب‭ ‬الرمال‭” ‬لأن‭ ‬الكتاب‭ ‬والرمال‭ ‬لا‭ ‬مبتدأ‭ ‬لهما‭ ‬ولا‭ ‬نهاية”.‬

بدر‭ ‬الحمود
مخرج‭ ‬ومصور‭ ‬سينمائي،‭ ‬ومهندس‭ ‬تصميم‭ ‬داخلي‭.‬ أخرج‭ ‬تسعة‭ ‬أفلام‭ ‬قصيرة‭ ‬وعدداً‭ ‬من‭ ‬الإعلانات‭ ‬التلفزيونية‭.‬ نالت‭ ‬أفلامه‭ ‬جوائز‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الخليج‭ ‬السينمائي،‭ ‬و ‭”‬مهرجان‭ ‬أبوظبي‭ ‬السينمائي‭”‬ و ‭”‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬السعودية”.

ينتهي‭ ‬الفلم‭ ‬مع‭ ‬ظهور‭ ‬اللجنة‭ ‬المكلفة‭ ‬بتقديم‭ ‬التوصيات،‭ ‬أو‭ ‬هكذا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتصور،‭ ‬وقد‭ ‬تحلقوا‭ ‬حول‭ ‬رجل‭ ‬عربي‭ ‬بملابسه‭ ‬وهيئته‭ ‬التاريخية‭ ‬العتيقة،‭ ‬وكأنها‭ ‬تملي‭ ‬تقريرها‭ ‬عليه‭ ‬الذي‭ ‬يترك‭ ‬المشاهد‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تساؤل: ‬ترى‭ ‬أين‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب؟‭ ‬وأين‭ ‬هذه‭ ‬المكتبة‭. ‬
كتاب‭ ‬الرمال‭ ‬هو‭ ‬إذن‭ ‬كل‭ ‬الكتب،‭ ‬إنها‭ ‬المعرفة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬إلا‭ ‬بالقراءة. ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يقوله‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قصة‭ ‬هذا‭ ‬الكاتب‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬المهم؟. ‬ولماذا‭ ‬يختار‭ ‬برنامج “‬أقرأ‭”‬ الذي‭ ‬ينظمه‭ ‬مركز‭ ‬الملك‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬الثقافي‭ ‬العالمي‭ ‬قصة‭ ‬متخيلة‭ ‬لينتجها‭ ‬في‭ ‬فلم؟‭.‬
كل‭ ‬تلك‭ ‬الأسئلة‭ ‬تبقى‭ ‬طليقة‭ ‬تجد‭ ‬الإجابة‭ ‬أحياناً‭ ‬وأحياناً‭ ‬تبحث‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬باطن‭ ‬الكتب‭ ‬وفي‭ ‬أرفف‭ ‬المكتبات،‭ ‬وبكل‭ ‬تأكيد،‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬ألبرتو‭ ‬مانغويل‭ ‬في‭ ‬كتابه ‭”‬تاريخ‭ ‬القراءة‭”‬ ونسمع‭ ‬حديثه‭ ‬المقروء‭ ‬في‭ ‬الفلم ‭”‬تبقى‭ ‬المكتبة‭ ‬بقعة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب،‭ ‬تخصنا،‭ ‬لنا‭ ‬وحدنا،‭ ‬نرتبها‭ ‬كما‭ ‬نشاء،‭ ‬نمارس‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحلو‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬طقوس‭ ‬الحياة،‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭ ‬الفسيح،‭ ‬نأمن‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬تقلبات‭ ‬الوجود‭ ‬وصراعاتها. ‬لقد‭ ‬دخلت‭ ‬الكون‭ ‬الذي‭ ‬تسمونه‭ ‬أنتم‭ ‬المكتبة”.. هكذا‭ ‬يدعونا‭ ‬الفلم‭ ‬إلى‭ ‬دخول ‭”‬المكتبة‭”‬ والقراءة‭.‬

أضف تعليق

التعليقات

فاطمة المزيدي

أطلعت على فيلم كتاب الرمال، وحاز جداً على إعجابي نقلني إلى عالم آخر .. ووددت أن أعرف أكثر عن هذا الكتاب .. وبشغف