أقول شعراً

الشاعر طالب عبدالعزيز

استمع للقصيدة

ولد طالب عبدالعزيز في أبي الخصيب بالبصرة عام 1953م، وهي المدينة نفسها التي أنجبت شاعرين كبيرين هما بدر شاكر السياب وسعدي يوسف. وبدأ طالب كتابة الشعر بناءً على أوزان الخليل في ثمانينيات القرن الماضي، ثم انتقل إلى كتابة قصيدة التفعيلة، قبل أن يتفرَّغ لكتابة قصيدة النثر. وهو يعدّ الآن في طليعة الشعراء الذين يكتبون هذه القصيدة في العراق.. تتميز قصيدته بتنوُّع أبعادها، حيث يمتزج فيها التاريخي، والأسطوري، والسردي، واليومي، واللغوي، مستعيناً بحرية مدهشة تمنح نصوصه عمقاً وتأثيراً يتسم بالقوة والتوازن.

ما يقوله في شعره
يقول الشاعر طالب عبدالعزيز عن تطور تجربته الشعرية:
لا أعرف بالضبط كيف تدرَّجت تجربة القصيدة لي باتجاه السرد. ففي القصيدة الطويلة أو في البناء الدرامي أو ما تسميه بالسرد الشعري فسحة لاشتغال جديد خارج بناء القصيدة التقليدي، وفرصة لنمو مغاير في جسد القصيدة باتجاه إجناسية تتمرد على أنماط الكتابة الشعرية. إذ إن الشعر تمرد على الروح، ونفور عن المألوف. ولعل تجارب شعرية مماثلة في الشعر العربي والعالمي كالقصائد الملحمية لدى اليونان والرومان والعرب وكتابة سير الأبطال شعراً، بل وحتى القصائد الحديثة كالأرض الخراب لإليوت والمقبرة البحرية لفاليري، ولدى ويتمان أيضاً وغالب شعر سان جون بيرس وصولاً إلى شاعرنا بدر شاكر السياب في المومس العمياء وحفّار القبور والأسلحة والأطفال وكثير من شعر العربية الحديث. ولعل تعلقي بالنثر العربي قادني إلى الكتابة الشعرية بالسرد أكثر من غيره، فأنا أعتبر أن العرب أبدعوا بالنثر أكثر مما فعله شعراؤهم…
ولولا وقع الوزن وفعله بالأذن العربية وسطوة عمود الشعر ووروده كشاهد لدى الخطباء والرجَّازين والزجَّالين عبر التاريخ، لكان النثر ديوان العرب…

صدرت للشاعر المجموعات الشعرية والنثرية الآتية:

  • تاريخ الأسى / 1994م
  • ما لا يفضحه السراج / 1999م
  • تاسوعاء / 2005م
  • الخصيبي / 2012م
  • قبل خراب البصرة / 2012م
  • طريقان على الماء واحد على اليابسة / 2016م

في باحةِ الألم
طالب عبد العزيز

أولئكَ، الّذينَ لم تكنِ المسرَّاتُ
نخلاً على شرفاتِ منازلِهم ..
لطالما وقفتُ، أرتِّبُ الظِّلالَ طريقاً
لهم بين الأنهار..
لطالما قلتُ للترابِ : أينك ،
لماذا أخذتهم عنّي بعيداً ؟؟
كانوا، غرسوا الآمالَ كثيفةً على القناطر .
ولمّا لم يكن الوقتُ كافياً للموت
تهادَوا الجلّنار ،
فتساقطوا خريفاً وحكايات.
الآن، أحتفي بالثعالبِ، ذكرى حقولٍ تباعدت ..
ورائحةً من سمنٍ وطبيخ .
ومن الكُوى الغامضةِ -أستثني الشمسَ-
لا أجدُ في الأفقِ أشرعةً متعجلةً لهم.
مثلُ خيطٍ من دمعٍ شفيفٍ،
هكذا، تمرُّ قواربُ الّذينَ نُحبُّهم ..
كلُّ جَذعٍ غريبٍ بين ضفتين
لا أنتخبهُ معبراً ..
كلُّ مساحةٍ باذخةٍ للضوءِ
لا أصطفيها حقائبَ لهم
أكتفي من أصواتهم بما يتنزلُ في القصبُ
أُجلسُ الفَواختَ على يميني
وما تيسَّرَ من الدُّفلى على شَمالي ..
نائحُ السعفِ الوحيدِ، أنا
قاربُ الذينَ لم يجدوا في الخشبِ
مِجذّافاً لأنهارهم القادمة .

أضف تعليق

التعليقات