زاد العلوم

زاد العلوم

الطبع أم التطبع؟
لا جدوى من السؤال…
كان الطبيب اليوناني هيبوقراطس أول من تساءل في القرن الرابع قبل الميلاد حول ما إذا كان الدماغ البشري هو الذي يحدد سلوك الفرد أم تطبعه بتأثيرات اجتماعية خارجية.
واستمر السؤال زمناً بعد زمن وتضاربت الأجوبة، إلى أن ظهرت الخريطة الجينية. فالباحثون في علوم الدماغ الذين حاولوا فهم عمله قدموا أخيراً معطيات تؤكد استحالة الوصول إلى ذلك.
من هذه المعطيات أن الدماغ البشري لأي فرد يحتوي على ترليون (1012) عصبة، وكادرليون (1015) نقطة تشابك للكروموزومات (Synopsis) قادرة جميعها على التغير خلال جزء من الألف من الثانية.
من جهة أخرى، فإن الأرض تحتوي على ستة مليارات من البشر الذين يؤثر بعضهم في بعض. ومن الإحصاءات المقدمة في هذا المجال، أن حجم المكالمات الهاتفية في العالم بلغ خلال العام الماضي 160 مليار دقيقة، بمعدل يتراوح ما بين 120 و 150 كلمة في الدقيقة الواحدة.
ويؤكد الباحثون أن هذه الأرقام المذهلة في ضخامتها، هي نقطة في بحر من المعطيات التي يجب توافرها واحتساب أهمية كل عنصر فيه على حدة، للتوصل إلى فهم عمل الدماغ فهماً كاملاً، الأمر الذي يبدو ضرباً محالاً، ويجعل من كل محاولات الإجابة عن السؤال حول الطبع والتطبع مجرد تخمينات متناقضة.. لا بل يتعدى الأمر ذلك ليؤكد أن لا جدوى من طرح السؤال نفسه.!

الموز ينقرض بعد عشر سنوات!
الموز بات مهدداً بالانقراض. هذه الصيحة التحذيرية والمتشائمة أطلقها أخيراً العالِم البلجيكي غميل فريزون رئيس “الشبكة الدولية لأبحاث الموز”. ويشرح فريزون المعطيات التي أطلق على أساسها تحذيره هذا بالقول إن وباءً فطرياً جديداً يدعى “سيغاتوكا” بدأ يضرب حقول الموز في أكثر من مكان في العالم. وأن قدرة الموز على مواجهة الوباء شبه محال.
فالمعروف أن هذه الفاكهة اللذيذة والشعبية في العالم بأسره لا تتكاثر عن طريق التلقيح بين ذكر وأنثى، ولا بذور لها، بل تتكاثر بانفصالها عن بعضها، الأمر الذي يضعف كثيراً مواجهتها للأوبئة لأن تركيبتها الجينية غير قابلة لأن تطور نفسها.
ويدعم فريزون صحة رأيه بالقول إن معظم الموز المستهلك الآن في العالم هو من فصيلة “كافندش” التي حلت محل فصيلة أخرى تدعى “غروميشال” استمر العالم في إنتاجها حتى منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، ولكنها انقرضت بفعل وباء فطري عرف آنذاك بـ وباء “بناما”.
وفصيلة “كافنديش” التي لم تتأثر بوباء “بناما”، تنهزم اليوم أمام الوباء الجديد الذي بدأ يضرب المحاصيل في إفريقيا منذ الثمانينيات الميلادية، وهبط بإنتاج أوغندا من الموز بنسبة 04 في المئة خلال سنة واحدة، ووصل إلى حوض الأمازون في أمريكا الجنوبية قبل خمس سنوات حيث دمر آلاف المزارع ولا يزال مستمراً في الانتشار.

الفضاء تملأه المواد السوداء
هل يواجه علم الفضاء مصيراً مظلماً؟ تكاد تجمع مصادر رصد الفضاء على أن كل ما نعرفه من أجرام سماوية بما في ذلك النجوم التي ترى أو لا ترى لا يشكل أكثر من 4% فقط من مادة الكون والباقي هو مادة غامضة تتوزع ما بين مادة سوداء لا ترى وما يسمى بالطاقة السوداء التي بدأ علماء الفضاء النظر في أمرها حديثاً، وما زالت تستعصى على الفهم. فهذه الطاقة التي تسهم برأي العلماء في دفع الكون إلى التمدد وكأنها خاصية من خصائص الكون الذاتية يمكن أن تكون أي شيء! وهذا المنعطف في فهم الكون يعيد هذا العلم إلى ضياع ظن أنه بدأ يخرج منه، ويعيده كذلك إلى نظرية كان قد طرحها العالم الفرد أنشتاين عام 7191م، وأسقطها بنفسه بعدما اعتبرها أكبر هفوة ارتكبها في حياته!
…ويضيق بالنفايات
عند بداية غزو الفضاء كان الاعتقاد السائد بأنه كبير جداً ويتسع بسهولة لمخلفات الصواريخ والأقمار الصناعية بعد انتهاء خدمتها، إلى أن قُرع جرس الإنذار في العام 6991م أولاً عندما راح القمر العسكري الفرنسي “سيريز” يدور فجأة وبسرعة حول نفسه ليتعطل ويخرج عن العمل في 42 يوليو من ذلك العام، واكتشفت أجهزة الرصد الأمريكية أن الحادث نجم عن ارتطام القمر الصناعي المذكور بجزء من حطام كان خلفه وراءه الصاروخ الأوروبي “أريان” قبل عشر سنوات.
وكشفت دراسة أعدها المركز الأمريكي لاتصالات الفضاء أخيراً أن الوزن الإجمالي “للنفايات” الفضائية التي تدور حول الأرض يبلغ نحو ثلاثة آلاف طن، ويتابع المركز المذكور على مدار الساعة حركة تسعة آلاف قطعة منها ما يزيد طولها على عشرة سنتمترات.
وتتوزع قطع هذه الأقمار الصناعية التسعة آلاف على الشكل الآتي: 6% أقمار صناعية ناشطة، 12% أقمار صناعية بالية، 71% الطوابق العليا من الصواريخ، 31% مخلفات العمليات، 34% شظايا الاصطدامات.
ويضيف تقرير المركز أن هناك أيضاً نحو 000,002 قطعة أخرى يزيد طولها على السنتمتر الواحد، ونحو 53 مليون قطعة دون السنتمتر! فهل يتسع الفضاء للمزيد؟

فوائد العمل في البستان للمتقدمين في السن
يتطلع البعض إلى عمل المتقدمين في السن بزراعة الحديقة المنزلية أو البستان على أنه مجرد تسلية أو وسيلة لتمرير الوقت. غير أن دراسة أجراها عدد من الباحثين ونشرتها مجلة “جورنال أوف نورسينغ” الأميركية، توصلت إلى تعداد ست عشرة فائدة على الصعيدين الجسدي والنفسي لعمل المتقدمين في السن بالزراعة.
ومن أبرز هذه الفوائد على الصعيد الجسدي: تمرين العضلات والمفاصل على الحركة، جعل ضربات القلب أكثر انتظاماً، والتعرض لأشعة الشمس ما يساعد على امتصاص الفيتامين (د) وزيادة كثافة العظام التي عادة ما تكون مهددة بالترقق بتقدم السن.
غير أن الآثار النفسية الإيجابية التي يتركها العمل في البستان أكثر من ذلك بكثير، نكتفي بالإشارة إلى بعضها وهي: القبول بدورات الحياة كواقع طبيعي، الإحساس بالجمال الذي يؤمنه البستان وحياة النبات فيه، شعور المتقدم في السن بالإنتاجية، شعور بالعناية بشيء حي، شعور بالاستقلالية.. وفوق ذلك كله يبقى البستان مكاناً آمناً للتجوال.

قريباً .. جزيرة جديدة في المتوسط!
المقصود بـ (قريباً) هنا هو أن الأمر سيحصل خلال أسابيع أو أشهر معدودة وليس بعد سنوات.
فعلى بعد ثلاثين ميلاً بحرياً من شواطئ جزيرة صقلية تصاعد النشاط البركاني خلال الأشهر الأخيرة وراح يدفع بجبل صخري نحو سطح الماء.
سفح هذا الجبل يقع على عمق 051 متراً تحت سطح البحر، أما قمته التي كانت على مدى قرن ونصف القرن من الزمن على عمق 52 متراً أصبحت في شهر مارس من العام 1002م على عمق 8 أمتار، وفي سبتمبر 2002م على عمق 6 أمتار، وخلال الربيع من هذا العام على عمق 5 أمتار فقط. كما أن حرارة المياه في محيطها والتي تكون عادة حوالي 41 درجة مئوية قفزت إلى 12 درجة، ما يشير إلى وجود نشاط بركاني قوي في باطن هذا الجبل.
وكانت هذه الجزيرة ظهرت في العام 1381م، وتسببت في نزاع سياسي حول ملكيتها بين إيطاليا وبريطانيا التي كانت تحتل جزيرة مالطا المجاورة. غير أن النزاع حسم على “يد” النشاط البركاني الذي أعاد الجزيرة إلى عمق 52 متراً تحت سطح البحر. أما اليوم فالإيطاليون سارعوا إلى زرع علمهم فوق الموقع على عمق خمسة أمتار تحت سطح البحر، استباقاً لمطالبة الدول المجاورة بملكية الجزيرة الواقعة في المياه الدولية بين إيطاليا ومالطا وتونس وليبيا.

أضف تعليق

التعليقات