حياتنا اليوم

رحلة إلى

ما تحت الأسفلت

في مدن العالم

يزور الناس باريس لرؤية برج إيفل، ولندن لمشاهدة ساعة بيج بن، وبرلين للمرور من تحت بوابة براندنبورج، وهكذا بقية المدن السياحية.. ولكن ماذا لو اصطحبنا القارىء في رحلة مختلفة، يترك فيها ضجيج المدينة وزحمة الطرق، لننزل به إلى باطن الأرض، ونكتشف غرائب لا تخطر على بال.. من درج في قبو أحد المنازل يؤدي إلى مسرح روماني، إلى قصور على عمق 85 متراً تستخدم كمحطات مترو، مروراً بأحدث نظام تصريف للمياه في العالم، وأنهار مدفونة تحت الأرض، ومخابئ ومستشفيات، ومدن كاملة بمتاجرها ومطاعمها ومتنزهاتها.. كلها تحت الأسفلت.

باريس.. العيش فوق ثقوب
منذ استقر الرومان قبل قرون كثيرة، في المنطقة التي تقوم عليها العاصمة الفرنسية اليوم، اكتشفوا وجود الحجر الجيري عالي الجودة في باطن الأرض، فحفروا لاستخراج هذه المادة المهمة في البناء. كان الأمر يسيراً في البداية، لأنهم كانوا يأخذون ما يحتاجونه من الطبقة القريبة من القشرة الخارجية، ثم تطوّر الأمر إلى استخراجه من أعماق الأرض، من خلال حفر الأنفاق. وتشهد على جودة هذا الحجر الجيري، أن أساسات متحف اللوفر وكثيراً من معالم باريس مبنية به.

اكتشف الرومان وجود الحجر الجيري عالي الجودة في باطن الأرض في المنطقة التي تقوم عليها العاصمة الفرنسية اليوم فحفروا لاستخراج هذه المادة المهمة في البناء…

وإلى جانب الحجر الجيري، كان هناك الجبس لصناعة الأواني، والرمل لإنتاج الزجاج، والطين لصناعة قوالب الطوب، وأسهم كل ذلك في تحوّل باطن الأرض إلى ما يشبه الجبن السويسري الشهير بثقوبه الكثيرة، وهذا ما يفسر ظاهرة انهيار البيوت وشوارع بأكملها التي أرعبت سكان المدينة في القرن الثامن عشر. فقررت السلطات تكليف المهندس المعماري شارل أكسل جيومون بمهمة إنقاذ العاصمة. فبدأ في عام 1777م عملية تثبيت الأرضية، من خلال دعم الأعمدة الموجودة في الأنفاق تحت الأرض. وكان عمله متقناً للغاية، وحرص على وضع لافتات بأسماء الشوارع والميادين، التي توجد فوقها عند سطح الأرض. لذلك يُعد هذا المهندس صاحب الفضل في عدم انهيار المدينة، بالمعنى الحرفي للكلمة.

اكتشف سكان باريس استخدامات عديدة لهذه الفراغات الموجودة في باطن الأرض. فقديماً، جعلوا منها مقابر لموتاهم، خاصة في أزمنة انتشار الأوبئة. وتآكلت الأجساد بمرور الوقت، وبقيت عظام حوالي ستة ملايين شخص، مرتبة بإحكام على جوانب السراديب، بارتفاع متر ونصف المتر، وبطول عدة كيلومترات.

بدأ الاهتمام بهذه المقابر الغريبة منذ سنوات طويلة. ولكنها وجدت رواجاً كبيراً منذ ثمانينيات القرن الماضي. فأصبحت، ويا لغرابة الأمر، ملتقى للشباب الذين يقيمون فيها حفلات موسيقية، ويرسمون على جدرانها، إضافة إلى السياح، الذين استهوتهم هذه الأماكن. لكن الشرطة الفرنسية قرَّرت إغلاق كثير من المداخل، وإنشاء قوة خاصة للإشراف على حراسة هذه السراديب، ومنع الدخول إلا في أوقات معيَّنة، وتحت إشراف مرشدين سياحيين.

نابولي .. المسرح تحت السرير
ارتبط اسم هذه المدينة الإيطالية بالجريمة والمافيا. ولذلك فإن استخدام مصطلح (العالم السفلي) هنا، سيثير عند كثيرين المخاوف من السرقة أو العنف أو حتى القتل. لكن هذه المدينة تشبه باريس في وجود فراغات كثيرة في أعماقها، وتشير دراسات إلى أن 60 في المئة من جوفها، مملوء بالثقوب أيضاً.

لكن بخلاف العاصمة الفرنسية، فإن باطن نابولي لا يحتوي على الحجر الجيري، بل على التربة البركانية، التي تكوّنت من الحمم التي اندلعت من بركان فيزوف القريب من المدينة، الذي ما زال ناشطاً حتى اليوم، وتمثل هذه التربة مادة مثالية للبناء، فاستخرجها اليونانيون القدماء، ثم جاء الرومان فاستخدموا هذه التجاويف الأرضية كقنوات لجرّ الماء العذب.

كان سكان المدينة يحصلون على المياه، من خلال فتحة أسفل المنزل مباشرة. وكان هناك شخص مسؤول عن تنقية مجاري المياه من الشوائب، وهي وظيفة عسيرة للغاية، تتطلب أن يكون الشخص ذا لياقة بدنية عالية، حتى يدخل من الفتحات الضيقة، ولأن راتبه كان ضئيلاً، فإنه لم يكن يتورع عن دخول البيوت من فتحات المياه، ليسرق بعض الأشياء، ويزيد من دخله.

في عام 1884م، انتشرت الكوليرا في المدينة، بسبب تلوث هذه المياه، ولقي حوالي 7000 شخص مصرعهم، فقرَّرت المدينة وقف استخدام هذه المجاري المائية، بعد أن بقيت مستخدمة لقرون كثيرة، واستبدالها بنظام حديث للتزود بمياه الشرب. وبعد أن جفت المياه من هذه الفراغات تنوَّعت استخداماتها، فهناك أيضاً عظام وجماجم، وأكثر من ذلك..

في إحدى الجولات السياحية المنظّمة، يسير المرشد أمام مجموعة الزوار، ويدخل منزلاً في وسط المدينة، ليجد الأسرة الإيطالية تشاهد التلفاز، أو تتناول الطعام، فيستأذنهم الدخول إلى غرفة النوم، حيث يزيح السرير من مكانه، ويرفع السجادة، ويكشف عن باب خشبي، وينزل ومعه الزوّار عدة درجات، ليجدوا أنفسهم أمام بقايا مسرح، كان القيصر الروماني نيرون يتحدث فيه أمام 7000 شخص، قبل حوالي ألفي عام، ولكن هذا المسرح انهار في زلزال عام 60 بعد الميلاد، وبقي هذا الجزء مدفوناً تحت هذا البيت.

وعندما تعرَّضت نابولي في الحرب العالمية الثانية لحوالي 150 هجوماً جوياً، كانت الأنفاق القديمة هي الملجأ الوحيد للسكان، فاضطروا إلى إزالة القمامة، وكل الأتربة التي سدت الفتحات، حتى بلغ ارتفاع التربة 12 متراً فوق سطح الأرض، وكانت الأنفاق هناك تتسع لحوالي 9000 شخص.

وبعد انتهاء الحرب، وجدت شرطة المدينة في هذه الأنفاق مكاناً ملائماً للتخلص من السيارات والدرَّاجات النارية التي تصادرها من أصحابها. وبذلك فإن الجماجم التي لم تعد تجد من يهتم بها، لن تبقى وحيدة تحت الأرض. فهناك المسرح الروماني ومجاري المياه القديمة، وتضاف إليها الآن وسائل التنقل الحديثة..

نيويورك .. الحياة في الجحور
خلال القرن التاسع عشر تضاعف عدد سكان نيويورك عدة مرّات. وفي نهايته، لم تعد المواصلات القديمة القائمة فيها كافية لحركة المرور. وبعدما كانت المدينة قد وضعت خططاً لإنشاء مواصلات تحت الأرض في منتصف القرن التاسع عشر، بدأ فعلياً حفر الأنفاق في عام 1900م.

كان الحفر يتم بضغط الهواء في هذه الأنفاق، فعانى العمال من ارتفاع ضغط الدم وتسارع نبضات القلب وسماع طنين طوال الوقت في رؤوسهم. لذلك، كان معظم القائمين بهذا العمل من المهاجرين الإيرلنديين والألمان والإيطاليين، الذين يريدون البقاء بأي ثمن. وكان سكان المدينة يطلقون عليهم اسم (Sandhog).

انتهى الجزء الأول من مترو الأنفاق في عام 1904م، واستخدمه 150 ألف شخص في اليوم الأول. وارتفع عدد الركاب اليوم إلى حوالي خمسة ملايين راكب يومياً، بحيث لا يمكن تصور الحياة في نيويورك دون مترو الأنفاق في الوقت الحاضر.

لكن هناك أنفاق تحت الأرض توقف استخدامها جزئياً، مثل نفق القطارات الموجود أسفل ريفر سايد بارك في مانهاتن، الذي جرى تشييده في عام 1930م وأغلق في السبعينيات، ثم أعيد افتتاح جزء منه في عام 1991م. لكن الجزء المغلق منه أصبح مأوى للمشردين، الذين يعرفون باسم (Mole People)، أو أناس الأنفاق، الذين أصبحوا مادة دسمة للأعمال الأدبية والسينمائية.

قامت شرطة نيويورك في عام 1995م بطرد هؤلاء، وهدم أكواخهم الخشبية والورقية المقامة على قضبان القطارات المهجورة. لكن بعضهم استطاع العودة من جديد، معتبراً أن الحياة هناك في الظلام والرطوبة والقمامة، أفضل من العيش في شوارع نيويورك، لأنها توفر لهم الأمان من السرقة، وتحميهم من الأمطار والرياح والثلوج.

موسكو.. قصور الشعب تحت الأرض
لا مثيل على وجه الأرض لمحطات مترو موسكو التي جرى افتتاح خطها الأول عام 1935م. ففيها ثريات عملاقة، وأرضيات وجدران من الرخام الأسود الثمين، والفسيفساء الملوّن. وفوق كل ذلك، فإن لكل محطة طرازاً مختلفاً عن الأخرى، علاوة على أنها على عمق يفوق غيرها من محطات مترو الأنفاق في بقية الدول.

سبقت هذا المشروع العملاق صعوبات جمة، بدءاً بنقص الأموال اللازمة، وصولاً إلى عدم امتلاك التقنيات والمعدات المطلوبة، وبعيد ترسّخ القناعة بضرورة البدء في المشروع في عام 1911م، اندلعت الحرب العالمية الأولى، ثم أتبعتها ثورة 1917م.

بدأت أعمال الحفر فعلياً في عام 1931م. وظهرت تحديات جديدة، مثل وجود أنواع مختلفة من التربة في باطن الأرض، وتجاويف مائية، ومحاجر رملية. وتسبّبت المعدَّات السيئة في وقوع عديد من الحوادث، وانهيار الأنفاق على من فيها، ومصرع كثيرين.

في عام 1934م، رفعت الحكومة السوفياتية شعار (كل الدولة تبني المترو)، وانضم عشرة آلاف شاب إلى العمل بحماس مفرط، حتى في أيام العطل الأسبوعية، وبلغ إجمالي من شاركوا في بناء مترو أنفاق موسكو حوالي نصف مليون شخص.

لم يتوقع الاتحاد السوفيتي الهجوم الجوي الألماني في أثناء الحرب العالمية الثانية في عام 1941م، ولذلك لم يوفر سلفاً المخابئ لمواطنيه. فتقرر أن تصبح محطات المترو هي المخابئ، وانتقلت القيادة المركزية للدولة إلى إحدى هذه المحطات، لممارسة أعمالها من هناك، ووجد السكان في هذه القصور الأنيقة، مكاناً محبَّباً، بفضل ما تتمتع به من تهوية جيدة وإضاءة وكل المرافق اللازمة. وأقيمت لهذه الأنفاق بوابات محكمة الإغلاق، للحيلولة دون دخول الغازات في حالة الهجوم بأسلحة كيماوية.

تمتد شبكة مترو الأنفاق في موسكو حالياً لمسافة 317 كيلومتراً، ويبلغ عدد محطاتها 190 محطة، ويستخدمها يومياً حوالي تسعة ملايين راكب. وتزعم دراسة صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية أن هناك خطوط مترو سرية أسفل الكرملين. وعلى الرغم من وجود كثير من المؤشرات على هذا الأمر، فإن الحكومة الروسية تلتزم الصمت، وترفض التعليق على ذلك.

طوكيو .. أحدث نظام تصريف للمياه في العالم
يبلغ عدد سكان طوكيو وضواحيها المتصلة بها نحو 37 مليون نسمة. والهدف الأول للمسؤولين عنها، كان دوماً استغلال المكان بأفضل طريقة ممكنة. ولذا، لم يعد مستغرباً أن يكون فيها فندق تحت الأرض، يحمل اسم «فندق الكبسولات»، مساحة الغرفة فيه متران طولاً، ومتر ونصف المتر عرضاً، ونصف متر ارتفاعاً، يستريح فيها النزيل بعض الوقت، ثم يغادر.. ومن أراد أن يضع درَّاجته في مكان الانتظار المخصَّص لذلك، فإنه يضعها في تجويف فوق سطح الأرض، ينقلها إلى إحدى المواسير الموجودة على عمق أحد عشر متراً، وتتسع كل ماسورة لمائتي درَّاجة.

في لندن، تحمل الشوارع والميادين أسماء لا يعرف كثيرون أنها لأنهارٍ يبلغ عددها 31 نهراً، جرى دفنها تحت الأرض حتى يمكن التوسع في المدينة…

يستخدم ثلاثة مليارات راكب خطوط مترو الأنفاق سنوياً في طوكيو. وبذلك فهو من أكثرها استخداماً في العالم. وتجدر الإشارة إلى أن محطة «شينجوكو» وحدها، تستقبل يومياً مليوني راكب، يستخدمون خمسين مخرجاً. وتضم هذه المحطة متاجر وغرف استراحة، ولذلك هي أقرب لأن توصف بمدينة صغيرة تحت الأرض. ونظراً لكثرة عدد الركاب في بعض المحطات، فهناك موظفون تابعون لشركة المواصلات، يرتدون قفازات بيضاء، ويقومون في وقت الذروة، بحشر الركاب الواقفين على باب المترو، حتى تغلق الأبواب، ويفعلون ذلك بأدب جم، ولكن بصرامة شديدة أيضاً.

وكانت البيوت الصغيرة المتلاصقة المصنوعة من الخشب سبباً في كثير من الكوارث. فإذا اندلعت النار في أحدها، اتسعت بسرعة لتلتهم بقية المنازل المجاورة. وإذا لم تنشب الحرائق، كانت تتناوب عليها كوارث طبيعية أخرى، فتارة تسقط البيوت بفعل الزلازل، وتارة أخرى تغرق تحت مياه الفيضانات.

سعت طوكيو لمواجهة مشكلة الزلازل باستخدام أنظمة بناء حديثة لمبانٍ متعددة الطوابق قادرة على مقاومة هذه الهزات العنيفة، حلَّت مكان الأبنية الخشبية التقليدية الصغيرة المنخفضة والمتلاصقة. ونقلت السلطات غالبية التوصيلات الخاصة بالمرافق إلى تحت الأرض.

أما بالنسبة للفيضانات فقد أنشأت طوكيو أحدث نظام تصريف مياه في العالم، يتألف من أنفاق على عمق 50 متراً، طول كل واحد 65 متراً وعرضه 32 متراً. وترتبط الأنفاق ببعضها بعضاً، وتمتد لمسافة 60 كيلومتراً. وعندما تمتلئ بفعل الأمطار الغزيرة والسيول الكبيرة، تقوم مضخات بقوة 13500 حصان، بدفع المياه إلى أنفاق أخرى تنتهي في المحيط، بطاقة تبلغ 200 طن من المياه في الثانية. وقد استمر العمل في هذه الأنفاق 15 عاماً، وبلغت تكلفتها أكثر من ملياري دولار.

جولة خاطفة تحت بعض
المدن الأخرى
في لندن، تحمل الشوارع والميادين أسماء لا يعرف كثيرون أنها لأنهار يبلغ عددها 13 نهراً، جرى دفنها تحت الأرض حتى يمكن التوسع في المدينة، والتخلص من الروائح الناجمة عن تجمع القاذورات في مياهها. وما زالت بعض هذه الأنهار الفرعية تصب في نهر التيمز، علماً أن عملية نقل الأنهار إلى تحت الأرض بدأت في عام 1769م، وانتهت في منتصف القرن التاسع عشر.

في العاصمة الألمانية قرَّر الزعيم النازي أدولف هتلر في 26 سبتمبر 1940م، إنشاء مخابئ لإيواء 100 ألف شخص، وتتسع للمواقع العسكرية، ولتخزين الأسلحة، وكانت هذه أكبر خطة بناء في التاريخ، لكن هذه المخابئ كانت على عمق 80 سنتيمتراً فقط من سطح الأرض، أي إنها ما كانت لتصمد أمام القنابل، بل لبث الطمأنينة في نفوس من بداخلها فقط، وتجتذب هذه الأنفاق سنوياً في برلين وحدها حوالي ربع مليون زائر سنوياً.

ومدينة إسطنبول التي كانت عاصمة الإمبراطورية الرومانية ثم الدولة البيزنطية فالسلطنة العثمانية، لا تزال تحتفظ بأنفاق من العصر الروماني، كان واحد منها يستخدم كمخزن لمياه الشرب، تصطف فيه الأعمدة بطول 138 متراً، وعرض 65 متراً، ولذلك يطلق عليه السكان اسم «القصر الغارق».

والعاصمة المجرية بودابست المشهورة بالحمامات ذات المياه المعدنية الصحية تضم 170 كهفاً ومغارة تحت الأرض، كلها طبيعية وليست من صنع الإنسان، موجودة منذ ملايين السنين. وعُثر فيها على آثار من العصر الحجري، تثبت وجود الإنسان في هذه الكهوف قبل 350 ألف عام. وفي الحرب العالمية الثانية، قرر القادة العسكريون بناء مستشفى في أحد هذه الكهوف، وبلغ عدد المرضى فيه عام 1944م حوالي 600 شخص، مات كثير منهم، ليس بسبب جروحهم، بل بسبب سوء التهوية ونقص المياه في الكهف، وانتشار الجراثيم الضارة. وبعد سنوات من إغلاقه، أعيد تجديد المكان مؤخراً ليصبح متحفاً للزّوار.

وفي العاصمة المكسيكية كما هو الحال في كثير من مدن أمريكا اللاتينية، كشفت الحفريات عام 1978م عن وجود معبد عملاق، يرتفع حتى 60 متراً، ويضم هرمين. ولكن وجود معالم تاريخية كثيرة بناها المستعمرون الإسبان فوق عمائر السكان الأصليين، تحول اليوم دون القيام بمزيد من التنقيب والحفريات، حتى لا تنهار المعالم الخاضعة لحماية الآثار. الأمر نفسه ينطبق على مدينة ليما عاصمة بيرو، حيث اكتشفت آثار حضارة الإنكا من خلال استخراج بقاياها من تحت الأرض.

مستقبل البشرية تحت أقدامها؟
في أفلام الخيال العلمي، يكثر الحديث عن هجرة البشر إلى الفضاء، والعيش على كواكب أخرى بعد أن تضيق الأرض بسكانها، رغم كثرة تعقيدات ذلك. ولكن ألا يمكن أن يكون الحل تحت أقدامنا، في باطن الأرض؟

إن كثيرين من سكان مونتريال الكندية يفضِّلون السكن في أحياء تحت الأرض، في منأى عن الثلوج في الشتاء، والحرارة العالية في الصيف. فما تحت الأرض يوفر لهم كل ما يحتاجون إليه، ومنها إمكانية الانتقال من المنزل إلى الجامعة أو المتجر، دون السير في الشارع. ألا يثبت ذلك أن الأرض تتسع لأضعاف سكانها، إذا عاشوا على مستويات متعددة، فوق الأرض وتحتها؟.
مرحباً بكم في العالم السفلي!

 

أضف تعليق

التعليقات