تقرير القافلة

حوادث المرور وتصادم السيارات

تسبِّب حوادث السير نزفاً مستمراً في الأرواح والخسائر المادية في كل دول العالم، فضحاياها يُعدّون على مستوى العالم بالملايين، والخسائر المادية بمئات مليارات الدولارات. وهذه الحوادث هي من صُنع البشر، مواطنين وحكومات وهيئات مرور، وحتى شركات صنع السيارات. في هذا التقرير، نلقي الضوء على هذه المشكلة، التي ستصبح في غضون سنوات قليلة، خامس أسباب الوفاة.

في العام 2013، أصابت حوادث السيارات على طرق العالم 54 مليون شخص. وأدَّت هذه الحوادث إلى وفاة 1,4 مليون ضحية، فيما كانت الوَفَيَات عام 1990، في حدود 1,1 مليون ضحية. ومن بين الضحايا الذين قتلتهم حوادث السير في عام 2013، كان هناك 68 ألف طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات. وتشير الإحصاءات المختلفة، إلى أن نسبة الوَفَيَات في حوادث السير تنخفض في الدول المتقدّمة، وترتفع في البلدان الفقيرة أو النامية. ويتبيّن أن الدول المتوسطة الدخل هي صاحبة النسبة العليا من وفيات الطرق، إذ يبلغ معدّل هذه النسبة فيها 20 وفاة لكل 100 ألف مواطن. ففي إفريقيا تصل النسبة إلى أعلاها، لتبلغ 24,1 لكل 100 ألف مواطن، أما أدنى نسبة فهي في أوروبا، إذ تبلغ 10,3 وفاة لكل 100 ألف مواطن.

أصناف الحوادث
لحوادث السير تسميات مختلفة لدى الأجهزة الرسمية في العالم. فمنظمة الصحّة العالمية، تستخدم عبارة: إصابات مرور الطرق (road traffic injury)، فيما يستخدم مكتب الإحصاء الأمريكي عبارة: حوادث العربات الآلية (motor vehicle accidents). أما هيئة النقل الكندية، فتسمّي هذه الحوادث: تصادم مرور السيارات الآلية (motor vehicle traffic collision). وفي العربية، نستخدم عبارات متعددة، منها: حوادث المرور، أو حوادث السير، أو حوادث الاصطدام، وغيرها.

أشارت إحصاءات المرور في فرنسا، في العام 2010، إلى أن معظم حوادث السير تحدث في المدن، لا في خارجها. غير أن هذه الإحصاءات أشارت في الوقت نفسه إلى أن نسبة الوفيَّات في الحوادث خارج المدن أعلى منها في داخل المدن.

ويمكن تصنيف غالبية حوادث السير القاتلة على الوجه الآتي:

  • تصادم سيارتين متقابلتي الاتجاه، فيكون تصادمهما في المعتاد هو الأعنف، لأن سرعة التصادم تكون مجموع سرعتي السيارتين معاً.
  • خروج السيارة عن الطريق إلى حقل مجاور (وهذه أحسن الأحوال)، أو إلى وادٍ سحيق (أسوأ الحوادث من هذا الصنف).
  • تصادم مقدم سيارة بسيارة أخرى من الخلف. ذلك ما يحدث عادة على الطرق السريعة، حين لا يلتزم السائق بترك مسافة كافية بينه وبين السيارة التي أمامه، فيحدث توقف مفاجئ في مرحلة ما وتقع الحادثة.
  • التصادم الذي يقع بين سيارتين تسيران جنباً إلى جنب، والبعض يظن أنه أهون تصادم نتخيله. إلا أنَّ بعض الحالات تشهد انقلاب إحدى السيارات على جنبها، أو حتى كليهما، إذا كانت الصدمة شديدة.
  • انقلاب السيارة على سقفها مرة أو عدة مرات. ذلك قد يحدث عند الاصطدام بحاجز ما، أو عند الانعطاف العنيف في منعطف حاد.
  • الدهس، وهو اصطدام السيارة بواحد أو أكثر من المشاة، نتيجة عدم إيقاف السيارة في الوقت المناسب لأسباب مختلفة.

مَن المسؤول؟
في العام 1985، استند ر. كومار على تقارير حوادث المرور البريطانية والأمريكية، ليستنتج أن %57 من حوادث السير، تقع التبعات بها على السائق وحده، فيما نسبة %27 تُلقَى التبعات بها على السائق والطريق معاً، و%6 على خلل ميكانيكي في السيارة والسائق معاً، و%3 على عوامل الطريق وحدها، و%3 على كل من عوامل الطريق والسائق وخلل السيارة، و%2 على السيارة وحدها، و%1 على كل من عوامل الطريق والسيارة. وتتجه أنظار المتخصصين في هذا المجال، إلى تحسين ظروف السواقة، لتخفيف نسب الإصابات، مثل تحسين أداء السيارات والفرملة وأسباب السلامة فيها، وتحسين الطرق وإشارات السير عليها، وما إلى ذلك.

وقد دخل الهاتف الجوّال في السنوات الأخيرة، عاملاً جديداً في التسبب بحوادث السير. وعلى الرغم من تشديد القوانين المانعة تماماً لاستخدام الهاتف أثناء السواقة، إلا أن هذه المخالفة تحدث في كل يوم، وفي جميع البلدان، المتقدِّمة والنامية على السواء. والسائق الذي يستخدم هاتفه الجوَّال في أثناء السواقة، يتعرَّض للخطر أربع مرات أكثر من السائق الذي يمتنع عن استعمال هاتفه. وطلب رقم على الهاتف ملهاة خطرة جداً، تزيد احتمالات التصادم 12 مرة، تليه القراءة أو الكتابة في أثناء السواقة، فهما يزيدان الخطر 10 مرات.

المملكة العربية السعودية على رأس اللائحة
تواجه المملكة العربية السعودية مشكلة حقيقية تتعلَّق بحوادث السير فيها على الرغم من الإجراءات الرادعة والتوعوية التي تقوم بها إدارة المرور وغيرها من الإدارات المعنية والجمعيات والمؤسسات العامة والخاصة، التي أخذت على عاتقها مجابهة هذا الخطر المحدق الذي بات سبباً لوفاة أعداد كبيرة سنوياً.
وعلى الرغم من العقوبات المشدّدة التي وضعتها الإدارة العامة للمرور على مخالفي القوانين المرورية، والتي تتراوح بين الغرامة المالية وحجز السيارة، وقد تصل إلى الحبس، إلا أنّ أرقام الحوادث وضحاياها لا تزال مرتفعة.
هنا بعض الأرقام التي تبين حجم المشكلة في المملكة:
– عدد الوفيات والإصابات
تؤدّي الحوادث في المملكة إلى وفاة 7,000 شخص وإصابة 38,000 شخص بإصابات بالغة و2,000 آخرين بعاهات مستديمة سنوياً. بحسب لجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية.
– أكبر سبب لوفاة البالغين
الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية في المملكة هي أكبر سبب للوفاة بين البالغين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 16-36 عاماً.
– من أخطر طرق العالم
تشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أنَّ طرق السعودية تُعد من بين الأخطر في العالم، وذلك بسبب نسبة عدد الوفيات من مستخدمي هذه الطرق مقارنة بعدد السكان.
وفي المتوسط، يُتوفى شخص واحد ويُصاب 4 أشخاص كل ساعة بسبب حوادث الطرق.
– المرتبة الثانية في العالم العربي
جاءت المملكة في المركز الثاني عربياً بعد ليبيا وفي المرتبة الـ 23 عالمياً من حيث زيادة معدّلات وفيات الطرق بمعدّل بلغ 27.4 لكل شخص في تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2015. فيما سجّلت الأردن معدّلاً بـ 26.3 شخص وعُمان بـ 25.4 والجزائر بـ 23.8 والكويت بـ 18.7 وقطر بـ 15.2 ومصر بـ 12.8 والإمارات بـ 10.9 والبحرين بـ 8.
– مليون وفاة في 45 سنة
تشير منظمة الصحة العالمية إلى وفاة أكثر من مليون شخص في المملكة- أو ما يعادل %4 من سكّانها – منذ العام 1970 بحوادث طرق.
– الخسارة الاقتصادية
تخسر المملكة حوالي 13.4 مليار دولار سنوياً بسبب الأضرار التي تلحق بالممتلكات العامة والخاصة نتيجة حوادث المرور.

الثقة بالنفس في غير موضعها
ترى بعض الدراسات أن الثقة الزائدة بالنفس لدى معظم السائقين، هي عنصر من عناصر الخطر على الطرق. فمثل هذه الثقة تجعل السائق يشعر وكأنه ليس بحاجة إلى الحذر. ولا يعترف معظم السائقين الذين وقعت لهم حوادث سير، أنهم يتحملون المسؤولية عن هذه الحوادث، ويلقون باللوم، في معظم الحالات، على عوامل أخرى، أو على السائقين الآخرين. وقد طرحت إحدى الدراسات على مجموعة من السائقين هذا السؤال: ما الذي يظنون أنه العامل الأول في السواقة الجيدة، فراوحت إجاباتهم بين ما يلي:

  • السيطرة على السيارة، والمعرفة التامة لحجم السيارة وقدراتها.
  • ملاحظة إشارات السير ورد الفعل السليم حيال ظروف الطريق، والطقس، والعوامل الأخرى.
  • التنبّه، وملاحظة تصرف السائقين الآخرين ملاحظة جيدة، والعمل على هذا الأساس.

ومع أن كثيراً من السائقين يمتلكون الصفات اللازمة لحسن السواقة، إلا أن السائق الجيد غالباً ما يكتسب ثقة بالنفس قد تكون في الوقت نفسه خطرة، لأن الشعور بالثقة في السواقة يغذّي نفسه، فتتصاعد الثقة بلا مراقبة ذاتية، حتى تصل إلى الحدود الخطرة. لذا على السائق أن يظل مراقباً لذاته وسواقته، مهما كان واثقاً من كفاءته.

نسبة الوَفَيَات في حوادث السير تنخفض في الدول المتقدّمة، وترتفع في البلدان الفقيرة أو النامية.

وقد خلصت دراسة شركة التأمين الإيرلندية “أكسا” (AXA)، إلى أن السائقين الإيرلنديين واعون جداً للسلوك السليم في السواقة، بالمقارنة مع الأوروبيين الآخرين. إلا أنَّ هذا العامل لا يَظهر في مقابله انخفاض كبير في نسب الحوادث في إيرلندا، عنها في الدول الأوروبية الأخرى.

أهم 25 سبباً لحوادث السير
وضعت “مكاتب سان دييغو لقانون الإصابات الشخصية” الأمريكية (San Diego personal injury law offices) قائمة للأسباب الخمسة والعشرين الأولى التي تؤدي إلى حوادث السير، وهي تبدو صالحة للاسترشاد بها في معظم بلدان العالم، مع بعض الفوارق البسيطة. وهذه القائمة هي دليل مبني على الإحصاءات، ينبّه السائق إلى العوامل التي يصادفها خلال قيادته السيارة، حتى يتجنّب ما لا تُحمَد عقباه. وفيما يلي القائمة بترتيب أسباب الحوادث، من الأكثر شيوعاً إلى الأقل حدوثاً:

1. عدم الانتباه
السبب الأول لحوادث الطرق، ليس المخالفة الخطرة بتجاوز الضوء الأحمر، كما قد نظن، بل القيادة بذهن شارد غير متنبّه. فالسائق الشارد الذهن هو الذي يشيح عن التركيز على طريقه، عادة بالتحدث على الهاتف الجوّال، أو إرسال رسالة، أو تناول الطعام.

2. السرعة
يتجاهل كثير من السائقين حدود السرعة القانونية، فيتجاوزونها غير عابئين بالعواقب. والقيادة فوق السرعة القانونية تجعل الحوادث أسهل وقوعاً بسبب تضاؤل فرص اتخاذ رد الفعل المناسب، إذا ما صادف السائق سبباً وجيهاً للتوقف أو الإبطاء.

3. الثمالة
تمنع القوانين قيادة السيارة تحت تأثير السُّكْر، لأنها تحول دون التركيز اللازم، وتزيد كثيراً احتمال وقوع الحوادث. والثمالة من أكثر الأسباب شيوعاً للموت على الطرق، على الرغم من القوانين المشددة لمنع هذه الآفة.

4. التهوُّر
ويتمثل بشكل خاص في تبديل المسالك بسرعة، أو الاقتراب جداً من السيارة التي أمامك. وغالباً ما يسوق البعض بتسرّع ولا يصبرون على أحوال الطريق. وهم خطرون على أنفسهم وعلى الآخرين.

5. المطر
حين يكون الطقس سيئاً، تكون الطرق سيئة أيضاً، لأن المطر يُزلّق الطرق، لا سيما عند التوقف المفاجئ أو عند المنعطَفات. ولذا يقتضي الأمر مزيداً من الحرص والتمهّل.

6. مخالفة الضوء الأحمر
إشارة الضوء الأحمر تعني التوقّف حكماً، فمخالفة الضوء الأحمر تؤدي إلى حوادث مريعة. ذلك أن السائقين في الاتجاه الآخر يرون الضوء أمامهم أخضر، ولعلهم يسرعون في سواقتهم، فيكون الموت محتملاً في كثير من الحالات.

7. إشارة التوقّف
عند بعض التقاطعات، لا تنظّم المرور إشارات ضوئية، بل يرى السائق أمامه إشارة مكتوب عليها: “قف”. فإذا تجاهل الأمر ولم يتوقف قبل التيقّن من الطريق وخلوّها، فهو في خطر، ففي الاتجاه الآخر يحتمل أن يكون ثمة سائق مثله لن يتوقّف.

8. السائقون المراهقون
سن الشباب المبكّر، الذي نسمّيه سنّ المراهقة، كثيراً ما يتّصف بعدم الخبرة. ومع الأسف، لا يبدي كثير من المراهقين في العالم حرصهم أثناء السواقة. وحين يصادف مراهق مشكلة وهو يسوق، قد لا يعرف ما يفعل لتجنّب الاصطدام، لافتقاره إلى الخبرة أو التهور.

9. السواقة ليلاً
إحصائياً، الخطر يتضاعف خلال الليل. فإذا كان الساق لا يرى ما الذي أمامه بوضوح، بسبب عتمة الطريق أو سوء مصابيح سيارته، أو شدة نور السيارة التي تقابلها، أو المطر، فقد يقع ما لا يسرّه.

10. عيوب التصميم
لا تخلو أي سلعة من احتمال وجود عيوب في تصميمها، والسيارة ليست استثناءً. ففيها مئات القطع الميكانيكية وغيرها، وأي قطعة من هذه يمكن أن تسبب حادثة. وقد اشتكى مالكو عديد من السيارات من عيوب في التصميم، كما أدَّى بعض هذه العيوب إلى حوادث قاتلة.

11. تبديل المسالك بسرعة
على معظم الطرق الحسنة التصميم مسالك مخططة. وتبديل المسلك بشكل مفاجئ وسريع أو من دون إعطاء إشارة بالضوء الأصفر للسائقين الذين في الخلف، يزيد من مخاطر الاصطدام.

12. اتجاه ممنوع
قد يشرد فكر السائق، فيدخل في شارع ممنوع فيه هذا الاتجاه، أو قد يكون السائق متهوراً يخالف اتجاه السير متعمّداً المخالفة لسبب ما. الخطر داهم في الحالتين، لأنَّ سيارات أخرى قد تكون آتية في الاتجاه الآخر، وسائقوها مطمئنون.

13. الانعطاف الخطأ
المنطق في وضع إشارات التوقف، وعلامات الاتجاه الصحيح، وتخطيط المسالك، والأسهم للانعطاف يميناً أو يساراً، هو منع وقوع حوادث السير. ولتجنب وقوع هذه الحوادث، لا بدّ من الانتباه إلى كل هذه الإشارات، وعدم مخالفتها، والتيقّن من سلامة الوجهة التي يتجه إليها السائق.

14. المسافة الفاصلة
يفتقر كثير من السائقين إلى الصبر ويتّسمون بالتهوّر. وعندما تسير السيارات بعضها خلف بعض، فقد تقع حادثة تصادم عند التوقف المفاجئ، لأن بعض السائقين لا يتركون مسافة كافية، بينهم وبين السيارات التي أمامهم. وكلما زادت السرعة، وجب أن يكون التباعد أكبر، حتى يتاح الزمن الكافي للتوقف. المسافة الفاصلة اللازمة هي طول سيارة لكل 15 كيلومتراً سرعة.

15. المخدّر
لا يمثل الخمر وحده خطراً أثناء السواقة، بل إنَّ المخدّر، الخطر دوماً، يتضاعف خطره وراء المقود، فهو يحول دون وضوح الرؤية، ويشتت الانتباه والقدرة على التحكّم. فإذا كان الانتباه مشتتاً فإن القدرة على تحريك اليدين وإتيان رد الفعل اللازم لتجنّب الاصطدام، تصبح غير كافية.

16. الجليد
يتشكّل الجليد على الطرق (في بعض البلدان أو المناطق الجبلية) جراء تجمّد مياه المطر، بفعل البرد الشديد. وهذا سبب من أسباب حوادث الموت موسمياً في هذه البلدان والمناطق.

17. الثلج
مزيج الثلج والماء شديد الخطر على السيارات، وهو سبب لكثير من حوادث السير في البلدان الباردة. والثلج قد لا يصادفه السائق في المملكة العربية السعودية. ويُستحسن عدم السياقة على الثلج. أما عند الضرورة، فيمكن تزويد الإطارات بسلاسل حديد. وفي جميع الحالات، السير بتؤدة وتمهّل شديدين، لا سيما عند تقاطع الطرق، فالتوقف المفاجئ يؤدي غالباً إلى الانزلاق.

18. الغضب
قد تختلف أسبابه، لكن بعض السائقين، حين يغضبون من سائق آخر، تراهم يزاحمونه في السير، ليبادلوه العبارات الغاضبة، أو يقارعونه ليسبقوه، ثم يوقفون سياراتهم أمامه تحدياً. في مثل هذه الحالات الاصطدام كثير الحدوث.

19. الحُفَر
يعرف السائقون في كثير من البلدان، المخاطر التي تنجم من مصادفة حفرة كبيرة في طريق السيارة، فالسائق كثيراً ما يفقد في هذه الحالة، السيطرة على مقوده، أو يضطرّ إلى الانعطاف المفاجئ، ليصطدم بسيارة أخرى.

20. النعاس
لا يخطر ببال كثير من السائقين، أن النعاس سبب للحوادث، ولكن معظم حوادث السير بسبب النعاس تحدث ليلاً.

21. الإطارات المنفجرة
على معظم الطرق السريعة في العالم، نشاهد بقايا إطارات سيارات منفجرة. وقد تسبب بقايا هذه الإطارات للسائقين أن يفقدوا سيطرتهم على المقود. وأخطر الإطارات المنفجرة إطارات الشاحنات، لأن بقاياها غالباً ما تكون كبيرة وتتصف بالصلابة.

22. الضباب
ليس الضباب سبباً لكثير من حوادث السير لحسن الحظ، فالسياقة تحتاج إلى رؤية جيدة كي تكون آمنة، لكن الضباب في بعض الأحيان يجعل السائق عاجزاً عن الرؤية أبعد من مسافة سيارة أمامه.

23. المنعطفات الخطرة
البعض يسمّيها “منعطفات الموت”، علماً أن المنعطف ليس هو سبب الحوادث، بل عدم التزام أصول السياقة عند المنعطفات، وهذا ما قد يؤدي إلى انقلاب السيارة.

24. مرور الحيوانات
حيوانات الغابة أو الصحراء لا تتّبع تعاليم السواقة الآمنة ولا القوانين بالطبع، وعلى السائق الذي يمر في مناطق يمكن أن تقطع فيها الحيوانات الطريق، أن يضاعف حذره ويبطئ سيره. وقد يكون الحيوان صغيراً لكن تجنب الاصطدام به قد يتسبب بحادث.

25. التسابق
مجّدت أفلام كثيرة عادات سباق السيارات على الطرق العامة، فتحوّلت هذه العادة إلى مادة تباهٍ عند بعض المراهقين، وهي سبب في كثير من حوادث السير المميتة.

إحصاءات سنوية من العالم
• نحو 1,3 مليون شخص يموتون بحوادث السير في العالم كل سنة، بمعدل 3,287 كل يوم.
• بين 20 و50 مليوناً آخرين يصابون بجروح أو بإعاقات.
• أكثر من نصف الوَفَيِّات في حوادث السير من الشبان بين 15 و44 سنة.
• حوادث السير هي السبب التاسع للوَفَيِّات في العالم، وهي تودي بما نسبته %2,2 من الوَفَيَات.
• حوادث السير هي السبب الأول لوَفَيِّات الشبان بين 15 و29 سنة، والسبب الثاني للوَفَيِّات في العالم للأطفال بين 5 و14 سنة.
• في كل عام، يموت نحو 400 ألف شخص دون الخامسة والعشرين على الطرق، أي أكثر من ألف شخص في اليوم.
• أكثر من %90 من وَفَيَات حوادث السير تقع في الدول المتوسطة الدخل وما دون، التي فيها أقل من نصف سيارات العالم.
• تكلفة حوادث السير في العالم تبلغ 518 بليون دولار أمريكي، أي ما بين 1 و%2 من الناتج المحلي الإجمالي.
• تكلف حوادث السير الدول المتوسطة والفقيرة الدخل 65 بليون دولار أمريكي، أي أكثر من مجموع معونات التنمية التي تحصل عليها.

حقائق غير متوقّعة
يقول الباحثون إن الشبان يمتلكون القدرة على إحداث رد فعل أسرع، ممن هم أكبر سناً بطبيعة الحال. غير أن الإحصاءات تشير إلى أن النتيجة مقلوبة عن المتوقّع، إذ إن حوادث السير القاتلة هي أكثر انتشاراً عند الشبان منها عند المسنّين. حيث يبدو أن السائق حين يتقدّم في السن، يميل إلى الحذر في السياقة، فيما تستبدّ الحماسة، إلى حد التهوّر أحياناً، بسلوك الشبان. وتعرف شركات التأمين هذه المفارقة جيداً، فهي تضع أسعاراً أعلى للتأمين، حين يكون المؤمّن شاباً، وحين يختار نوع سيارة من تلك التي يفضّلها محبّو للسرعة.

أكثر من نصف الوَفَيَّات في حوادث السير من الشبان بين 15 و44 سنة.

وإلى جانب هذه المفارقة، فثمة حقيقة أخرى قد لا نتوقّعها. فالطرق التي تبدو لنا أكثر أمناً، قد تكون في الحقيقة أشد خطراً من غيرها. فحوادث الاصطدام المميتة، أكثر حدوثاً في الطرق الواسعة والمناطق الريفيّة غير المكتظّة بالسيارات، فيما نرى أن كثرة الحوادث في المدن قد تكون أكثر حدوثاً، لكنها أقل قتلاً من الحوادث خارج المدن. وقد يكون عامل الاطمئنان، وبالتالي السرعة، في الأرياف، وعامل الحذر وبطء السير في المدن، هي سبب هذه المفارقة.

قلق الامم المتَّحدة
ينظر العالم إلى حوادث السير نظرة جادّة، لخطورتها على أرواح الناس، وعلى الاقتصاد في كل البلدان. ونظراً إلى أنه يُتَوقَّع أن تصبح حوادث السير في العام 2020 سبباً للوفاة أكثر من قصور المناعة المكتسب (الإيدز)، اتخذت الأمم المتحدة ومنظماتها الفرعية قرارات وعقدت مؤتمرات في هذا الشأن. وكان أول قرار للجمعية العامة في الأمم المتحدة في العام 2003. وقد أعلن عن يوم تذكاري لضحايا حوادث السير في العام 2005. وفي العام 2009 عُقد في موسكو أول مؤتمر وزاري لسلامة الطرق. وشددت منظمة الصحة العالمية، وهي من منظمات الأمم المتحدة، في تقريرها العالمي لسلامة الطرق، على أن الدول الفقيرة هي الأشد تضرراً من حوادث الطرق.

وبعد، ما العمل؟
تشير الدراسات في الدول المتقدّمة، إلى أن حسن استعمال علامات السير، من الخطوط البيض والصفر، والأسهم المؤشرة للاتجاه، وقوة الإنارة في الليل، وكثرة مصابيح المرور الضوئية، كلها عوامل تخفّض احتمالات وقوع الحوادث، بنسبة الثلث.

ويزداد اعتماد هيئات إدارة المرور في الدول المتقدِّمة على الخصوص، بمسألة وضع حدود صارمة للسرعة، فهي سبب أساسي للحوادث القاتلة. وقد تطوّرت في دنيا إدارة المرور على نحو حثيث، فكرة استخدام العدسات، لضبط مخالفات السرعة ضبطاً آلياً، دونما حاجة إلى شرطي سير عند كل منعطف أو طريق سريع.

ولا شك في أن تحسين أداء السائق مهم للغاية في هذا الشأن، فهو ليس مسؤولاً وهو خلف المقود، عن حياته هو وحده، بل عن حياة الركاب الذين معه، وحياة من في السيارات الأخرى، الذين قد يعرّضهم للخطر، بسبب سوء أدائه. ولذا تهتم الدول بتحسين إرشادات السير، على الطرق، أو في البرامج الإعلانية أو التربوية. وتتشدد بعض الدول في عقوبات مخالفات السير، بصفتها رادعاً مؤكداً للسلوك المتهوّر في قيادة السيارة. كما تشدّد هذه الدول أيضاً، في منح إجازة السواقة، وتشترط لهذا دروساً مفصّلة لكل أصول السواقة ومعرفة إشارات السير وحقوق المشاة، وقوانين المرور، وما إلى ذلك.
إنها ورشة عالمية تبدأ من التربية في المدارس، وتمرّ بالسائق الفرد، وبشركات صنع السيارات، وهيئات المرور في مختلف الدول، والمنظمات الإقليمية والدولية، فمن غير تضافر كل الجهود، ستظل حوادث السير فصلاً حزيناً في كتاب تطوّر الدول ووسائل النقل فيها.
المصادر

أضف تعليق

التعليقات