فكرة

ثلاجة الزير

5pafdna4hm0dmkvjb271ما هو الأمر الجديد في استخدام أوعية «التراكوتا» أو الطين النضيج؟ لا شيء وكل شيء في الوقت نفسه. لقد تم العثور على أقدم الطين الإفريقي المعروف، في نيجيريا، ولكن ما يبعث الجانب العصري فيه هو التطبيق البسيط واللافت لاستخدام وعاءين اثنين منه بوضع واحد داخل الآخر.

فقد استطاع محمد با أبا، المتحدر من عائلة معروفة بصناعة القدور في نيجيريا، استخدام قدور الطين بطريقة بارعة جداً لاختراع الثلاجة المعروفة بالزير. والزير هو عبارة عن وعاءين من الطين بالشكل نفسه وإنما بحجمين مختلفين، يوضع واحد داخل الآخر. ومن ثم يتم ملء الفراغ بين الوعاءين بالرمل المرطب بالمياه ويوضع الطعام داخل الوعاء الداخلي ويغطى بغطاء أو فوطة رطبة. ومن ثم بفعل الديناميكا الحرارية تنتقل المياه الموجودة في الرمل، بشكل طبيعي، إلى الوعاء الخارجي لتتبخر في الهواء مما يحدث انخفاضاً في الحرارة في الوعاء الداخلي ويساعد على حفظ الطعام الموجود في داخله.

zeer-ceramic-refrigerator-diagramالمبدأ ليس جديداً، ولكن اللافت فيها هو أن محمد با أبا لم ينجح فقط في إعادة اكتشاف الفكرة. وإنما حوّلها إلى حقيقة لعشرات الآلاف من المزارعين الفقراء الذين يعيشون في القرى الإفريقية التي لا تصلها الكهرباء. ومن خلال إنشاء مرافق الإنتاج المحلي لصناعة ثلاجة الزير بسعر بسيط جداً، سمح با أبا بإطالة عمر الطعام ومنعه من الفساد. وعلى سبيل المثال ساعد اختراعه على حفظ الباذنجان لمدة 27 يوماً بدلاً من ثلاثة، وحفظ الطماطم والبهارات لثلاثة أسابيع أو أكثر. أما السبانخ الإفريقي الذي غالباً ما يفسد بعد يوم واحد، فقد بقي صالحاً للأكل بعد 12 يوماً من حفظه في ثلاجة الزير.

fikraكانت فكرة با أبا بسيطة، ولكنها ذات فوائد مذهلة. حيث ساهم اختراع الزير في زيادة المداخيل من خلال التوفير في هدر الغذاء والتقليل من الأمراض لكثير من الفقراء في إفريقيا. كما طُلب من با أبا بعد ذلك تطوير اختراعه لحفظ حقن الأنسولين لمرضى السكري في المناطق الريفية النائية.

ويمكن القول إن أبهى جوانب هذا الابتكار هو في إظهار قدرة الفرد على إحداث هذا التغيير الإيجابي في الواقع الذي يعيش فيه.

أضف تعليق

التعليقات