اسم معياري

الهنري

جوزيف هنري هو العالِم الأمريكي الذي اعتمد اسمه للوحدة المعيارية لقياس الحث الكهرومغناطيسي، وذلك تقديراً لجهوده الكبرى في اكتشاف خصائص الحث الكهرومغناطيسي وأبحاثه القيمة الأخرى في دراسات الظواهر الكهربية والمغناطيسية. ويُعد هنري في التراث الأمريكي مقابلاً لنيوتن وفارادي وسواهما من أعلام عصر الاكتشاف العلمي.

ولد هنري في أواخر العام 1797 وعلَّم نفسه بنفسه راكباً موجة الاهتمام العالمي بدراسة خواص التيار الكهربائي آنذاك. وبسبب هذا الاهتمام المتنامي بين أوروبا والولايات المتحدة، نجد أن كثيراً من الإنجازات يتنازعها أكثر من اسم، من ذلك شرف ابتكار أول محرك كهربائي واكتشاف ظاهرة الحث الكهرومغناطيسي اللذين يتنازعهما كل من جوزيف هنري والعالم البريطاني الشهير (مايكل فاراداي).

وعلى الرغم من تبوئه لعدة مناصب أكاديمية مرموقة في مؤسسات من قبيل جامعة (برنستون) وتعيينه كأول أمين لمعهد (سميثسونيان) المعرفي الأمريكي الشهير عام 1848، فإن شغفه بالاكتشاف لم يكن دافعه التعرّف على التطبيقات المباشرة لنتائج أبحاثه. بل إنه كان مدفوعاً بمتعة المعرفة. واستفاد من أفكار هنري علماء آخرون أنتجوا ابتكارات غيَّرت وجه الحضارة، من أمثال (صاموئيل مورس) الذي اخترع جهاز البرق -التليغرام- و (ألكساندر غراهام بل) الذي ينسب له اختراع الهاتف. وتظل تجربة هنري الأشهر والأكثر شعبية متعلِّقة بلفّ سلك موصل حول مغناطيس عملاق وتمرير تيار كهربي بهذا الملف لتقوية مجال المغناطيس لدرجة رفع ثقل مقداره 2000 رطل.

يتعلِّق الحثّ الكهرومغناطيسي بظاهرة خلق فرق جهد عبر موصل كهربائي واقع في حقل مغناطيسي. فبعد اكتشاف نشوء مجال مغناطيسي حول أي تيار كهربائي، تساءل العلماء: ما دامت التيارات الكهربائية تولد مجالات مغناطيسية، فهل من الممكن للمجال المغناطيسي أن يولد تياراً كهربائياً؟

أمضى العالِمُ البريطاني مايكل فاراداي سنوات عديدة محاولاً الإجابة عن هذا السؤال إلى أن اكتشف القانون المعروف باسمه الذي يصف العلاقة بين معدل التغير في فيض المجال المغناطيسي خلال مساحة ما والقوة الدافعة الكهربية الناشئة بالحث في مسار مغلق يحيط بتلك المساحة. أما جوزيف هنري فتوصَّل للنتيجة نفسها في نفس العام 1831، لكنه لم يكترث بنشر نتائج أبحاثه. ومع ذلك أطلق الاسم (فاراد) على وحدة قياس السعة الكهربية، فيما أطلق اسم (هنري) على وحدة قياس الحثّ، بحيث يساوي الهنري الواحد الحث الذاتي لملف إذا تغير معدل مرور التيار فيه بنسبة أمبير لكل ثانية مولّداً فرق جهد قيمته 1 فولت.

أضف تعليق

التعليقات