أكثر من رسالة

أكثر من رسالة

ألقاب شعراء بأسماء حيوانات!

أحبَّ العربُ الألقاب منذ القِدم، فتفنَّنوا بها، وتنابزوا ببعضٍ منها، وتفاخروا ببعضها الآخر، وكانوا يعتقدون أنها تدل على أصحابها. وتعدوا في ذلك الرجال إلى الخيول والسيوف والرماح وغيرها من عدّة الحرب، فوضعوا لها الألقاب، وأبدعوا الأسماء.

وقد استأثر الشعراء الرجال بكثير من ألقاب الحيوانات. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:

الثَّوْر: لُقِّب بهذا اللقب شاعر عباسي متأخر، اسمه عماد الدين أبو محمد حمزة بن علي. ويُقال إنه لُقِّب بذلك لقوله يمدح الأمير شمس الدين بن باتكين:
ومن فضائلك اللاتي سموت بها
لا غرو إن نطقت في فضلك البقر
الفَحْل: شاعر جاهلي، اسمه علقمة بن عبدة بن النعمان. وقال الأصمعي: لُقب بالفَحْل لأن كل من عارض شاعراً فغلب عليه يسمى (فحلاً)، كما أن الشعراء الذين غلبوا من هاجاهم يُلقبون أيضاً بالفحول.
الفِيل: شاعر أموي، اسمه حاجب بن ذبيان، لقبه بذلك الشاعر ثابت قطنة، وقِيل: لأنه كان يروّض فيلاً للحجاج بن يوسف الثقفي.
النعامة: شاعر جاهلي، اسمه بيهس بن هلال بن خلف الفزاري، لُقب بذلك؛ لطوله، وقِيل، لقوله:
لأطرقن حيّهمُ صباحاً لأبركن بركة النعامة
الوَطوَاط: شاعر عباسي من القرن السادس، اسمه رشيد الدين بن محمد بن عبدالجليل العمري، لُقب بذلك لأنه كان حقير الجثة، سليط اللسان.
الحَمامة: شاعر عباسي من القرن السادس، اسمه يحيى بن صعلوك، لُقب بذلك لحسن إنشاده.
حمار العزيز: شاعر عباسي من القرن الرابع، اسمه أبو العباس بن عبيدالله ابن عمَّار الثقفي.
البَبَّغاء: شاعر عباسي، اسمه أبو الفرج عبدالواحد، وقيل: عبدالملك بن نصر المخزومي، لُقب بذلك للثغته، وقِيل لحسن فصاحته.
الأسد الرَهيص: شاعر جاهلي، هو جابر بن عميرة بن ثعلبة الطائي، لُقب بذلك؛ لشجاعته وفروسيته التي ورثها عن جده.

أيمن عبد السميع حسن حسين
مصر

 


الممارسات الدوائية الخاطئة

استوقفني الملصق الذي وزَّعته القافلة مع عددها الأخير حول خطورة الاستهتار بالتعامل مع الدواء، وهو جهد تُشكرون عليه لما له من أثر على السلامة العامة وصحة الناس. وكنت أتمنى لو أنكم تشددتم أكثر في تحذير الناس من مغبة الاستخفاف بالدواء وطريقة تناوله. ويا ليتكم ضربتم بعض الأمثلة عما يمكن أن يؤدي إليه ذلك.

فقد عانى زوجي شخصياً من هذا الاستهتار. وأنا أورد هنا قصته لتكون عبرة لمن يعتبر. فقد اعتاد تناول دواء خفيف يباع حتى من دون وصفة من الطبيب، لأنه يساعد على تسييل الدم ويمنع الجلطات.. وعلى الرغم من أن التعليمات تقضي بشرب بعض الماء بعد تناول هذا الدواء، فإن زوجي كان يتناول الحبة من دون ماء قبل أن يخلد إلى النوم. والذي حصل، هو أن ذلك كان يؤدي إلى استقرار الحبة في الموضع نفسه من معدته كل ليلة، الأمر الذي أدى إلى إحداث ثقب في معدته، ونزيف مفاجئ، تطلَّب إجراء عملية جراحية طارئة لإنقاذه.

فمن كان ليتصور أن حبة دواء «بسيط»، كادت أن تودي بحياة شخص، لا لشيء، بل لأنه لم يشرب بعض الماء بعدها؟

سعاد سلّوم
دبي- الإمارات العربية المتحدة

 


هل أبدع شكسبير أساطير؟

تعقيباً على الموضوع الذي نشرته القافلة في عددها لشهري يوليو / أغسطس من العام الجاري لمناسبة مرور أربعمائة سنة على وفاة شكسبير، وردتنا رسالة الدكتور توفيق علي منصور من مصر، يعرض فيها لجهوده في دراسة شكسبير، والترجمات الكثيرة التي أنجزها لمسرحيات شكسبير من الإنجليزية إلى العربية. وعلى الرغم من أن الرسالة تضمَّنت عرضاً للأسباب التي حالت دون نشر ترجماته الأخيرة، وهي مسائل خلافية عالقة بينه وبين المؤسسة التي كان يفترض فيها أن تنشر هذه الأعمال، مما لا يمكن للقافلة أن تغوص فيها، فإننا ارتأينا نشر ما يُعِّرف بجهود الدكتور منصور ودراسته للأدب الشكسبيري.

«في عام 2015م، سألني الدكتور هيثم الحاج علي نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب حينئذ: «ماذا أعددتَ عن شكسبير في ذكرى وفاته الأربعمائة في عام 2016؟» وهو يَعرف أن أطروحتى لنيل درجة الدكتوراة كانت بعنوان: «العنصر الأسطوري في مسرحيات شكسبير الأخيرة: بيريكليز وسيمبيلين وحكاية الشتاء والعاصفة». وتلبية لندائه، قمت بترجمة المسرحيات الأربع شعراً بشعر ومتن الأطروحة نثراً بطبيعة الحال، وقدَّمتها له عندما تولي رئاسة مجلس إدارة الهيئة، على شكل كتاب مخطوط بعنوان: «أساطير شكسبير» من ستة أجزاء، شفعت فيه النصَّ الإنجليزيَّ بالنص العربي المترجم، حتى يكون متاحاً لقرّاء العربية والإنجليزية على حد سواء، وذلك في بداية عام 2016م.

يصحح كتابي المخطوط باللغتين العربية والإنجليزية مفاهيم نقَّاد شكسبير الناطقين بهاتين اللغتين الذين ادَّعوا أن شكسبير لم يُبدع أساطير، ويقنعهم بالأساطير السالف ذكرها ما جاء في البند الثاني من هذه الدراسة. والقصد من وضع النص الإنجليزي إلى جانب النص العربي المترجَم هو توسيع نطاق القرَّاء في العالم أجمع، بما يجعل الكتاب حين يُنشر باللغتين، ميسَّراً في معرض الكتاب في فرانكفورت والمكتبات العالمية الأخرى.. وقد صرَّح لي أستاذي المشرف قائلاً لي: «لقد أتيتَ بما لم يأت به فرانك كيرمود». وكيرمود هذا أستاذ أستاذي، إذ منحه الدكتوراة في جامعة لندن في عام 1945م، وهو شيخ نقَّاد شكسبير الذي ادَّعى أن شكسبير لم يُبدع أساطير رغم معالجته العناصر الأسطورية في مسرحياته. ولكنني أكدتُ بالوثائق والبراهين في أطروحتي أن شكسبير أبدع أربعَ أساطير في مسرحياته الأخيرة، هي الآتية:

• أسطورة الابنة التي أنجبت مَن أنجبها، في مسرحية بيريكليز.
• أسطورة الملك الذى صار أمَّاً لثلاثة في مسرحية سيمبيلين.
• أسطورة انتصار أبوللو في مسرحية حكاية الشتاء.
• أسطورة الشخص الخارق الذى استرد إنسانيته في مسرحية العاصفة.

وبهذا فنَّدتُ ادعاء كيرمود وغيره ممن قالوا إن شكسبير لم يبدع أساطير في مسرحياته.

إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أنني قمتُ بترجمة 18 ملحمة ومسرحية لمارلو وشكسبير كلِّها من البحر المتقارب المرسل، تقديم د. ماهر شفيق فريد. وقد فازت ملحمة شكسبير «اغتصاب لوكريس»، التي ترجمتها من البحر المتقارب المرسل وقدَّمها د. ماهر شفيق فريد ونشرها المجلس الأعلى للثقافة، بجائزة عبدالله باشراحيل التي نظَّمتها كلية الآداب جامعة المنيا في الترجمة عام 2009م.

كما قام المجلس الأعلى للثقافة بنشر ثلاثة كتب لي مترجمة من الشعر الإنجليزي في سلسلة مختارات شعرية مترجمة؛ وكذلك نشر لي المركز القومي للترجمة خمسة كتب من ملحمة ومسرحيات كريستوفر مارلو كلها من البحر المتقارب المرسل».

أضف تعليق

التعليقات